مختصون: الخروج من القائمة الحمراء يجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال

اقتصادية 2025/01/22
...

 بغداد: حسين ثغب 


رأى مختصون في المجال الاقتصادي أن خروج العراق من القائمة الحمراء (الدول عالية المخاطر بملف الاستثمار) إلى البرتقالية سوف يعزز الاستثمارات في البلد ويزيد جذب رؤوس الأموال وينعش السياحة.

وكان قد اُعلن على هامش زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى بريطانيا الأسبوع الماضي، خروج العراق من القائمة الحمراء والتحول إلى البرتقالية والتي تعدُّ مرحلة جديدة تعزز المواقف الدولية تجاه العراق ويجعلها أكثر إيجابية .


المعايير الدولية

وقال المستشار المالي لرئيس الوزراء الدكتور مظهر محمد صالح لـ”الصباح”: إن “الانتقال إلى القائمة الحمراء مؤشر على انخفاض مخاطر بيئة الأعمال في العراق وارتفاع مستويات الامتثال للمعايير الدولية، ومنح بلادنا درجة ثقة أفضل عند التعاطي في العلاقات الاقتصادية  وتنفيذ المشاريع، وإقامة الشراكات من دون تعرض الطرف الأجنبي إلى مخاطر التعاطي مع ظاهرة غسل الأموال وأموال الإرهاب”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد رحب برفع العراق من القائمة الحمراء لتقييم المخاطر، مؤكداً أن واقع البلد الحالي يشير إلى أنه في أعلى مستويات الاستقرار، وأنه يستحق أن يكون في القائمة الخضراء، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الوضع المستقر شجع على رفع حجم الاستثمارات لأكثر من 63 مليار دولار خلال العامين الماضيين.


الإصلاحات التنظيمية

وأضاف أن ذلك “يعني ارتفاعاً ملحوظاً في أن  مستويات الحوكمة تسود مؤسسات البلاد الاقتصادية والتنظيمية بلا شك ما يعبرعن قوة نفاذ القانون وفرضه بشكل محكم ومستويات متقدمة في الإصلاحات التنظيمية حسب ما تؤشره القائمة”.


الشفافية المالية

كما أشار صالح إلى أنه “في الأحوال كافة يصدر مثل هذا التصنيف من منظمات دولية ذات صلة مثل منظمة العمل المالي الدولي FATF وغيرها ويعكس تحسناً في الشفافية المالية ومكافحة الفساد لبلوغ مستويات قياسية أفضل تعظم من ثقة المستثمرين الدوليين والنشاطات المالية والتجارية ذات العلاقة”.


مرحلة تغير

بدوره، قال المدير التنفيذي لرابطة المصارف الخاصة في العراق علي طارق الذي رافق وفد رئيس الوزراء إلى لندن: إن “انتقال العراق من القائمة الحمراء إلى البرتقالية يعدُّ مرحلة تغيُّر مهمة في هذا الوقت الذي تتطلع البلاد فيه إلى النهوض بسوق العمل الكبيرة والواسعة التي يملكها العراق”.


 الاستثمار والسياحة

وأضاف أن “هذا الانتقال سوف يحمل تأثيرات إيجابية في قطاعات الاقتصاد عموماً، لا سيما في قطاعي الاستثمار والسياحة”، لافتاً إلى أن “ثمار هذا التحول إلى المنطقة البرتقالية عززت رغبة الشركات البريطانية في العمل داخل العراق، إذ يوفرهذا الانتقال سهولة في انتقال الموظفين والمسؤولين للشركات بين مواقع العمل وبلادهم”.

وأشار إلى أن “هذا الانتقال سوف يعكس صورة جديدة أفضل عن العراق وبيئة العمل فيه، وكيف يسير مسار التطور في بلدٍ يملك من فرص العمل الكثير”.


المواقف الدولية

أما استشاري التنمية وعضو منتدى بغداد الاقتصادي عامر الجواهري فأكد أن “انتقال العراق إلى المنطقة البرتقالية يعزز المواقف الدولية تجاه العراق ويجعلها أكثر إيجابية، لاسيما أن العراق يحتاج إلى حجم استثمار كبير، وبالمقابل توجد رؤوس أموال تبحث عن استثمارات في مناطق تتناسب ومتطلباتها، حيث الحاجة للاستقرار والمواصفات العالمية التي تضع البلاد في مكان مناسب”.


فرص استثمارية

وذكر أن “المرحلة الماضية شهدت خروج رؤوس أموال كبرى من بريطانيا نحو البلاد التي تملك فرصاً استثمارية مثالية، وهنا يمكن الإفادة من هذه الأموال الاستثمارية داخل سوق العمل العراقية في مختلف القطاعات وبالشكل الذي يحقق المنفعة للعراق والشركات الاستشارية”.


الاستثمارات البريطانية

ونبه الجواهري إلى أن “وجود العراق في هذا المكان بات يمثل عاملاً مشجعاً لدخول الاستثمارات البريطانية إلى العراق”، لافتاً إلى “أهمية أن نعمل داخل العراق على تهيئة متطلبات تدعم القطاع الاستثماري وتشجع بشكل أكبر على دخول السوق المحلية، إذ يتطلب الأمر توفير ضمانات تسريع إجراءات وسواها من المتطلبات”.

ولفت إلى أن “قرار بريطانيا هذا سوف يرفع الكثير من القيود عن السفر إلى العراق، وبالعكس لأصحاب الأعمال من العراقيين ومنافع أخرى لها أثر إيجابي في ساحة العمل العراقية”.