فرنسا: غيث طلال 

في منطقة أبينال الفرنسية، الواقعة في إقليم فوج بمنطقة غراند إيست، هناك قصة جميلة مرتبطة بنهر موسيل الذي يمر عبر المدينة. النهر ليس فقط عنصراً طبيعياً يضفي جمالاً على المنطقة، بل يحمل إرثًا ثقافيًا وتاريخيًا غنيًا.

نهر موسيل هو من اشهر الانهار في أوربا، حيث يمتد عبر فرنسا وألمانيا ولوكسمبورك، وهو أحد روافد نهر الراين في أبينال، يشكّل النهر جزءًا مهمًا من تاريخ المدينة وجمالها الطبيعي فهي محاطة بالغابات والتلال، ما يجعلها مكانًا مثاليًا للاستمتاع بالطبيعة.اما الأسطورة المحلية المرتبطة بالنهر فتقول  إن نهر موسيل كان في يوم من الأيام مجرىً صغيرًا، لكنه تحوّل إلى نهر عظيم بفضل قصة حب مؤثرة. تحكي القصة عن أميرة تُدعى «موزيليا»، كانت تعيش في قلعة على تلة في المنطقة. وقعت الأميرة في حب شاب بسيط يُدعى “سيل” كان يعيش بالقرب من الجدول الصغير. ورغم معارضة عائلتها لهذا الحب، كان الحبيبان يلتقيان سرًا عند الجدول كل ليلة. وعندما اكتشف والدها علاقتهما، غضب وأمر بفصل الحبيبين إلى الأبد. وبحسب الأسطورة، ذرفت الأميرة دموعاً غزيرة حزناً على فراقها لحبيبها، وامتزجت دموعها بالمجرى الصغير، فتحول إلى نهر عظيم سُمّي «موسيل» تكريماً لحبها.

اليوم، يعد نهر موسيل جزءاً أساسياً من حياة سكان مدينة أبينال. على ضفافه، تجد الممرات الخضراء والحدائق والمقاهي، مما يجعله وجهة سياحية محببة. كما يُستخدم النهر في أنشطة عديدة مثل ركوب القوارب وصيد الأسماك، ويُعتبر رمزاً لجمال الطبيعة و يحمل في طيّاته قصصاً وأساطير تجعل منه جزءاً من الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة.

ينبع نهر موسيل من جبال فوج في فرنسا، بالقرب من بلدة بوسي-سان-جورج و يبلغ طوله حوالي 545 كيلومترًا. ويمر بعدة مدن فرنسية وهي ابينال ونانسي وميتز ويدخل بعدها دولتين هما لوكسمبورك عبر القرى والحقول، حيث يُستخدم في الزراعة والنقل. والمانيا في منطقة وادي مرسيل المشهورة سياحيا .وله عدة روافد اشهرها نهر سار ونهر اور ويختتم النهر رحلته ليصب في نهر الراين عند مدينة كوبلنس في ألمانيا.

وللنهر  أهمية اقتصادية ففي النقل يُستخدم النهر كوسيلة لنقل البضائع عبر القوارب. اما في الزراعة فضفاف النهر مشهورة بزراعة العنب. سياحيا يوفر النهر أنشطة ترفيهية مثل ركوب القوارب، والتنزه، وصيد الأسماك، كما أن واديه يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. ويعد رمزا للتواصل بين الشعوب والثقافات التي يمر بها. فهو ليس مجرد مجرى مائي، بل جزء من التراث الطبيعي والاقتصادي والثقافي لأوروبا.