حياة الإمام الكاظم (ع) سيرةٌ حافلةٌ بالعطاء

ثقافة شعبية 2025/01/23
...

 سعد صاحب 

تشير المصادر التاريخية إلى أن الامام موسى بن جعفر (ع)، كان أسمر شديد السمرة، وقيل ازهر اللون، ربع القامة، كث اللحية، قوي الشكيمة، متماسك الروح، واسع العطاء، رقيق القلب على الجياع والمساكين. وصفه شفيق البلخي قائلا : كان حسن الوجه نحيف الجسم، حاكى في هيبته هيبة الانبياء.

وبدت في ملامح شكله سيماء الائمة الطاهرين من آبائه عليهم السلام، فما رآه احد الا اهابه واكبره.( يا لونك يميل هواي للسمره/ يا روحك مثل بستان/ ما يذبل يظل زاهر/ خريف وموت واشجار الامل خضره/ فراشات وينابيع ورياحين/ وچفوفك اذا مست حجر يصبح بساتين/ والگاع اليباس بشوفتك خضرت الف زهره/ لكن روح كل ثاير طبع بيهه/ تحب ذيچ الرواها الدم/ مو حمره ابد جانت گبل ما انته تسگيهه/ من كثر النزيف السال فوگاها غدت 

حمره ). 


خصم لدود 

هناك الكثير من الأقوال الجميلة، بحق الإمام الكاظم (ع) ومن اهمها ما قاله هارون الرشيد، وهو خصمه اللدود، صرح بذلك حينما سأله ولده المأمون عن اكباره وتقديره له، فقال : يا بني هذا امام الناس، وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده، وانه والله لأحق بمقام رسول الله (ص)، مني ومن الخلق جميعا، ووالله لو نازعني في هذا الامر، لأخذت الذي فيه عيناه، فأن الملك عقيم.( الك مدري شكثر خلان/ گد الليل ونجومه / الك مدري شكثر بيبان/ كل باب وتلذ يم عتبته النومه/ الك مدري شكثر زوار/ وبصحنك تشع طول الزمان انوار/ وتحبك يتامى هواي واهل العوز والفقره/ على أوصافك يحير شيكتب الشاعر/ مهما يخط قوافي ويبتكر أوزان/ ما يوصل ابد كل بيت من شعره/ ولو مسجون بس روحك تشع شمعه/ تضوي الليل والدهليز والحيطان والحجره/ شوصفك والوصف قاصر/ الك هيبه والك مثل البدر طلعه/ الك صيت والك بين البشر سمعه/ الك وسط الحبس هالة ضوه ونشره/ يا لب المواقف والحجي الموزون/ واعداك الغبار الطار وسط الريح والگشره/ يا باب الحوايج ما يرد محتار/ ولا يرجع ابد فشلان كلمن زارها 

الحضره ).

شاع العديد من الالقاب الخاصة بالإمام (ع) ومنها، الصابر : لأنه صبر على البلاء والآلام والمعاناة والخطوب، وتحمل الأذى من حكام الجور والطغيان، الذين سقوه السموم القاتلة، وقابلوه بجميع ألوان الإساءة والنكران والمكروه والاستبداد. وسمي بالزاهر : لكونه 

زهر بأخلاقه الشريفة، وكرمه المضيء الذي مثل به خلق جده الرسول (ص). ولقب بالعبد الصالح لعبادته المستمرة، واجتهاده في الطاعة، حتى صار مضرب الامثال على مر العصور والاجيال، ومن القابه الاخرى الوفي، فهو أوفى انسان خلق في عصره على الاطلاق. ( يلقبونك ابو الناس المساكين/ يلقبونك هذاك السيد الطاهر/ يلقبونك وفي الاحباب والعشرة/ من گد ما جنت وسط السجن صابر/ صرت قنديل بدروب المساجين/ صرت للحاير المتعوب من جور الوكت فكره/ يا راية شهامه وموقف وايمان/ يا شعلة حماسه الما طفتها الريح/ يا معروف من دون السعي الشهره/ كتبوا لافته بكل الشوارع والدرابين/ هذا الفارس المهيوب بقيوده/ قدوه الكل سجين ومعتقل صبره/ كريم وما يلوحه العوز كل واحد/ من ايدك اخذ يابو الكرم صره/ محبس من ذهب تيزاب باب أول/ واهل الطيب والاخلاص والعرفان/ كلهم ليك صاروا يا شهم شذره). 


طوامير موحشة 

سجن الامام موسى (ع)، من دون ذنب أو جريمة أو جناية، في الغياهب وظلمات الطوامير الموحشة، بعيدا عن الاهل والاصدقاء والمعارف والاحباب والوطن، محروما من التواصل مع المحبين والالتقاء بهم، وهذا من اصعب الوان الاضطهاد، ومن اقسى الازمنة الرهيبة، القائم حكمها على دماء الضحايا وجثث الشهداء، وعلى الاستغلال والقتل والمطاردة والفقر والهوان.( روحك للعدل 

واهل الشرف صارت عناوين/ وبصبرك تدحرج للوحل تاج السلاطين/ والطاغي دفن كل مخلص بحفره/ خلايا من النحل چانوا وسط نگره/ واحد بس عباده وبس صلاة وصوم/ واحد بالامل مسكون ظل للدوم/ واحد يحسب الايام يوم بيوم/ واحد ينتظر باجر تجي البشرى/ صار سنين فوگ اسنين/ واحدهم گمر مذبوح فوگ الطين/ واحدهم وعل بس طاح كثر الهم/ ما بين الذياب الحاقده وبين السچاچين/ صار اعوام ما مرت عليهم بالحبس 

گمره ).