عرض: جعفر عبد الامير لبجة
هذا نمط جديد من الشعر الشعبي العراقي، الذي يتناوب الشعراء الشعبيون الرد على بعضهم البعض في اطار رائع، لا يمكن أن يدخل مضماره الا فحول الشعراء ممن لهم قابلية الارتجال، وفيه يدخل اثنان أو أكثر ممن لم يستحضروا الشعر. وفيه تدخل العتابة والابوذية والموال والدارمي والدارمي الجناسي الرباعي، وهذا الاخير من ابتكار الشاعر فرحان ابو أمير الكيلاني، وهو من الجناسي الرباعي الصعب. وقبل ان نذكر تلك المساجلات بأطوارها المختلفة لا بد لنا أني نفي المؤلف حقه فهو كامل منصور الكعبي ابتدأ نظم الشعر في الخمسينيات، وأول مجموعة شعرية صدرت له عام 1959 عن الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله.. لهُ عدة مساجلات مع كبار الشعراء بمختلف الاوزان والمواضيع كُرم من قبل جمعية الادباء الشعبيين في بغداد عام 2017 ونال فيها درع الابداع للشعراء الرواد وله اثار مطبوعة واخرى مخطوطة تجدها في الغلاف الاخير للكتاب وللشاعر الخطيب المفوه محمد سعيد الحبوبي الذي يعتبر قامة كبيرة وله شهرة لا تضاهى، قصيدة رائعة القاها في أحد المجالس بحضور الشاعر الكبير الحاجز زاير والذي رد عليها الحاج زاير ارتجالاً.. وهي من طور الدارمي ومما قاله الحبوبي :
يا غزال الكرخ واوجدي عليك
كاد سري فيك ان ينتهكا
اسقني كأساً وخذ كأساً اليك
فلذيذ العيش ان نشتركا
وكان رد الحاج زاير:
اتهنه بأول كاس والثاني ليه
يشكَر يحلو الطول نشرب سويه
مما حدا بالحبوبي ان يقول: هذا البيت نقوم له ونقعد ولابد لي ان اذكر ما ذكره السيد المؤلف من أن الكتاب الاغاني الشعبية للمؤرخ الكبير عبد الرزاق الحسني 1929 وهو يعتبر أول كتاب تراثي جمع فيه الانواع الشعرية ولقد ذكر المؤرخ معنى ( الحسچة) وهي ناحية في مدينة الرميثة تسمى قديما بهذا الاسم لكثرة ما ينبت فيها من (الحسك)، لذا سميت اشعارهم بهذا الاسم من الرجال والنساء امثال فدعة ودردانه والشيخة وغيرهم وللشيخ غضبان البنية رئيس قبيلة بني لام هذه الاهزوجة لاستنهاض الهمم
الوطن يعتب عليكم يا عشاير لام
اتحذروا عدوكم بحط بيه اجدام
عيشوا احرار والحر أبد ما ينام
أحنه بيوم الصكَـ وفايه.
رد عليه أحد أفراد القبيلة قائلا:
يعنوان الشجاعة وسيفك الرايه
بني لام اعله زودك تفكَـ رمايه
حد الموت همه أوياك مشايه
كل لامي باسمك يتباها