بغداد: مريم العزي
في ورشة تراثيَّة قديمة تحيطها الذكريات، يمارسُ مصطفى الكواز صناعة الفخار والخزف بحرفيَّة عالية، متوارثًا هذه المهنة عن أجداده حتى أصبح من المحترفين فيها. يعمل يوميًا في شارع المتنبي، مكافحًا التكنولوجيا للحفاظ على تراث أجداده ومهنتهم الموروثة. بأدواتٍ بسيطة، يقدم الكواز إبداعاته، ليصبح مثالًا يُحتذى به في الإبداع والتفاني.
إبداعات الكواز لا تتوقف عند الأواني التقليديَّة، بل تمتدُّ إلى نحت الشخصيات التاريخيَّة والفنيَّة. بأسلوبٍ فني دقيق، ينحت
وجوهًا لشخصياتٍ مثل كلكامش البطل الأسطوري، وآشور رمز الحضارة الآشوريَّة، وحتى شخصيات فنيَّة وسياسيَّة معاصرة. كل قطعة
تحمل في تفاصيلها روح الحضارة العراقيَّة العريقة، وتجسد مهارة فنيَّة نادرة.
رغم الإهمال وقلة الدعم، لم يستسلم الكواز. فتح ورشة مجانيَّة لتعليم الخزف والنحت، داعيًا الشباب إلى اكتشاف جمال الحرف اليدويَّة. يقول: "نصنع من الطين تراثًا، ومن لا شيء شيئًا يخلد للأجيال".
شارك في معارض دوليَّة ومحليَّة، وحمل رسالة مفادها أنَّ هذه الحرفة ليست مجرد مهنة، بل هي هويَّة وتراث يستحقان الحماية.