شرائح مميزة بـ 10 أضعاف سعر الموبايل

استراحة 2025/01/27
...

بغداد: نور اللامي

تتسلل ظاهرة اقتناء أرقام الهواتف المميزة، لتفرض نفسها كأحد أشكال التفاخر الاجتماعي، حيث يلهث بعض الأفراد خلف أرقام نادرة يدفعون لأجلها مبالغ خيالية. هذه الظاهرة، التي تبدو في ظاهرها مجرد ترف، تحمل في أعماقها أبعادا أعمق تمتد إلى الاقتصاد والنفس والمجتمع. وبين من يرى فيها انعكاسا للوجاهة، ومن يراها صرخة لطلب التميز، تتسع دائرة التساؤلات حول أثرها على السلوك الاستهلاكي وقيم الرفاهية في مجتمع، يعاني أفراده الأمرّين بحثا عن استقرار معيشي. في أحد مكاتب بيع الأرقام المميزة في بغداد، يقول أحمد الكعبي، صاحب مكتب صغير لبيع خطوط الهواتف:

"الأرقام المميزة أصبحت سوقا مربحة للغاية، خاصة تلك التي تحتوي على تسلسل متكرر أو متناسق. هناك زبائن مستعدون لدفع ملايين الدنانير للحصول على رقم يعتبرونه علامة مميزة لشخصيتهم أو عملهم. بالنسبة لنا، هذه التجارة تعكس طلبا متزايدا على التميز، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة."

من جانبه، يوضح سالم جابر، تاجر أرقام مميزة، أن بعض السياسيين ورجال الأعمال هم الأكثر إقبالا على هذه الأرقام: "الأرقام المميزة بالنسبة لهم ليست مجرد رقم هاتف، بل أداة للظهور بشكل لافت، سواء في حياتهم الشخصية أو المهنية. البعض يراها استثمارا، والبعض الآخر يراها وجاهة. بين الجدوى والتبذير يرى خبراء اقتصاديون أن انتشار ظاهرة اقتناء أرقام الهواتف المميزة يعكس خللا في الأولويات لدى بعض أفراد المجتمع، حيث يُعَدُّ إنفاق مبالغ طائلة على هذه الأرقام نوعا من التبذير، خصوصا في بلد يعاني من أزمات اقتصادية خانقة. ويُعتقد أن هذه الأموال كان يمكن توظيفها في استثمارات أكثر فائدة للاقتصاد الوطني.