بيروت: جبار عودة الخطاط
سطر أهالي جنوب لبنان أمس الأحد، ملحمة وطنية كبيرة حينما تدفقوا بالآلاف إلى مناطقهم المحررة برغم تهديدات واعتداءات الجيش الصهيوني الذي سارع إلى إطلاق نيرانه عليهم برشقات الرشاشة وبعض القذائف فضلاً عن إلقاء طائرة درون مسيّرة قنابل بالقرب من تجمعهم، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
يأتي هذا في وقت وصف فيه الرئيس اللبناني جوزيف عون، في بيان وجهه إلى أهالي الجنوب، يوم أمس بأنّه "يوم انتصار للبنان واللبنانيين، داعياً إياهم إلى ضبط النفس.
وانتهت عند الساعة الرابعة فجراً أمس الأحد، مهلة الـ60 يوماً التي يفترض انسحاب كامل قطعات الجيش الصهيوني من جنوب لبنان، غير أن الكيان الغاصب أبقى قسماً منها في عدة مناطق مهدداً الجنوبيين من الدخول للعديد من القرى والمساحات، إلا إن أبناء الجنوب لم يأبهوا لذلك، وتوجهوا بالآلاف فور انتهاء المهلة إلى بلداتهم وأبدوا إصراراً على دخولها في تحدٍّ كبير لتهديدات العدو وانتهاكاته السافرة لاتفاق وقف إطلاق النار بإبقاء قواته في الجنوب لبنان برغم انتهاء المهلة التي تقتضي انسحاب قطعاته المحتلة من الأراضي التي دخلها في جنوب لبنان بموجب الاتفاق المبرم في 27 من تشرين الثاني الماضي.
وإزاء ذلك أصيب عناصر الجيش الصهيوني بالهستيريا جرَّاء مشهد تدفق أهالي الجنوب لقراهم برغم تهديداته، فقاموا بفتح نيران أسلحتهم المختلفة على اللبنانيين الذين أصروا على الدخول إلى العديد من البلدات الجنوبية رافعين أعلام "حزب الله"، في حين تم تسجيل عدد من الضحايا برصاص الجيش الصهيوني. وأفادت وسائل إعلام معادية، عن "استنفار أمني في البلدات الصهيونية المتاخمة للحدود مع لبنان تحسباً لعودة القتال".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في حصيلة غير نهائية لاعتداءات الجيش الصهيوني على مواطنين في جنوب لبنان، عن استشهاد 22 مواطناً وإصابة 124 آخرين بجروح، بينما أفاد الجيش اللبناني باستشهاد جندي وإصابة آخرين بالاعتداءات الصهيونية.
وكان ديوان رئاسة الوزراء الصهيونية قد أعلن في وقت سابق، أن "انسحاب الجيش من جنوب لبنان سيستغرق أكثر من 60 يوماً لأن اتفاق وقف إطلاق النار لم يطبق بالكامل من قبل لبنان" حسب زعمه. وأضاف أن "عملية الانسحاب التدريجي من لبنان ستتواصل بالتنسيق الكامل مع الإدارة الأميركية. في السياق وفي موقف يعبر عن الانسجام الرسمي مع التوجهات الشعبية الصلبة في جنوب لبنان، قال رئيس الجمهورية جوزيف عون، في بيان وجهه إلى أهالي جنوب لبنان، إنّ "هذا يوم انتصار للبنان واللبنانيين، انتصار للحق والسيادة والوحدة الوطنية. وإني إذ أشارككم هذه الفرحة الكبيرة، أدعوكم إلى ضبط النفس والثقة بالقوات المسلحة اللبنانية، الحريصة على حماية سيادتنا وأمننا وتأمين عودتكم الآمنة إلى منازلكم وبلداتكم". وأضاف بعد دخول عدد من الأهالي إلى بلداتهم في الجنوب: أن "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم. الجيش اللبناني معكم دائماً، حيثما تكونون يكون، وسيظل ملتزماً بحمايتكم وصون أمنكم"، مضيفاً "معاً سنبقى أقوى، متحدين تحت راية لبنان".
من جانبه، شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، في تصريح صحفي من بلدة عيتا الشعب، على أنّه "ها هي معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فالمقاومة قاتلت هنا حتى اليوم الأخير والشعب حرر عيتا ويحرر الآن مارون وعيترون، والشعب فتح الطريق للجيش". وأكّد أنّ "المقاومة هي درع للبنان"، موضحاً أنّه "يتم فرض الأمور على العدو بالمقاومة".