عبدالهادي مهودر
في عالمنا المتغيّر ما بين يومٍ وليلة وحالٍ وحال
أو ما بين ساعةٍ وساعة كما يقول داخل حسن في أغنيته (الطبّية) الشهيرة، ما الذي فعلناه لنضع قدماً في المنافسة المتسارعة في مجال الإعلام والتأثير في الآخر؟ ولو أخذنا نشرات الأخبار مثالاً، فكم مواطن عراقي ما زال ينتظر رأس الساعة ليستمع الى نشرات الأخبار بطريقتها التقليدية؟ وكم مواطن يتأثر بنشرات الأخبار في القنوات العربية أكثر من المحلية؟ وبيئة الإعلام مثل بيئة الأعمال والتجارة التي يهمها رضا المتابعين أو المستهلكين، وما نتائج الاستطلاعات إلا هدايا للمنتِج سواء كانت إيجابية فتعزز عمله أو سلبية فتدفعه الى الابتكار والبحث عن وسائل ورسائل أكثر جدوى وقدرة على التأثير، وفي عصرنا الحالي لم يعد مجدياً أن تقول كلمتك وتمشي دون معرفة مدى تفاعل الناس معك، وإذا لم تكن مهتماً فأنت الخاسر الأول، وقبل أيام سمعنا بخبرٍ مثيرٍ لسجينٍ عراقيٍ هارب ولكن من قناة عربية قبل أن (يطش) في وسائل إعلامنا، فقد ألقت القوات الأمنية القبض على السجين الهارب (ع ز) بعد نجاحه في الفرار من داخل مطعم، بعدما أقنع المفرزة القابضة عليه، في طريقهم الى المحكمة، بدعوتهم الى وجبة غداء في أحد المطاعم فنفّذ خطته وهرب قبل أن يكملوا الغداء الأخير، ودفعوا ثمن الحساب ثم ثمن العقاب على إهمال الواجب، حتى تمكنت الشرطة من إعادة القبض عليه.
وقد نُشر الخبر للمرة الأولى في برنامج (تفاعل) من قناة العربية وهو برنامج اخباري يومي غير تقليدي، وهنا مربط الفرس، قبل أن تتداوله مواقع التواصل العراقية وتتكاتف الجهود وتضيق الأرض بما رحبت على الهارب من السجن والمطعم، الذي ربما بقي حراً مدة أطول لولا مصدر وطريقة العرض غير التقليدية لخبره، الذي تتوفر فيه عناصر الإثارة والطرافة والغرابة، وإذا كان هناك من يرى في نشر مثل هذا الخبر قصدية وهدفا، فالعيب ليس في أن يكون لك تأثير وهدف لكن العيب ألا تفكّر كيف تؤثر ولا تحقق جدوى ولا تقبض على أخبارك الهاربة من المطاعم.