بيروت: جبار عودة الخطاط
القدس المحتلة/طهران: وكالات
لليوم الثالث على التوالي، وفي مشاهد تحبس الأنفاس، تدفق طوفان بشري من الفلسطينيين واللبنانيين إلى مدنهم وبلداتهم المدمرة بفعل العدوان الصهيوني في قطاع غزة وجنوب لبنان، متحدين وبصدور عارية قوات الاحتلال ودباباته ودروعه، فيما اعتبر المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي أن قطاع غزة أجبر الكيان الصهيوني المدعوم كاملاً من الولايات المتحدة على الاستسلام.
واستأنف الآلاف من أهالي شمال قطاع غزة أمس الثلاثاء، مسيرة العودة إلى مناطقهم عبر شارع الرشيد منذ ساعات الصباح الأولى، وأطلقت دبابات الاحتلال الصهيوني نيرانها صوب العائدين إلى منازلهم في حيّ الزيتون جنوب مدينة غزة.
وبحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، أطلق الاحتلال النار صوب المواطنين أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم في محيط مدرسة خليل النوباني جنوب حيّ الزيتون بمدينة غزة، وفي سياق متصل، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، عن تمكّنه من انتشال جثامين 10 شهداء متحلّلة من أماكن متفرّقة على طول شارع الرشيد في قطاع غزة.
وبدأ النازحون منذ يومين بالعودة من جنوب قطاع غزة إلى شماله، بعد أن أمضوا الليلتين السابقتين في العراء على شارعي الرشيد وصلاح الدين رغم البرد القارس في انتظار سماح قوات الاحتلال لهم بالعودة إلى ديارهم بعد أن أجبرتهم على مغادرتها والنزوح إلى الجنوب.
وسبق أن قالت وسائل إعلام عبرية: إنّ "صور الفلسطينيين العائدين إلى شمال قطاع غزة عبر معبر نتساريم تنسف وهم النصر المطلق".
في غضون ذلك، يواصل أهالي القرى الحدودية في جنوب لبنان التوافد إليها لليوم الثالث على التوالي، على الرغم من محاولات الاحتلال ترهيبهم في بعض المناطق.
ودخل أهالي بلدة يارون إلى بلدتهم بمؤازرة الجيش اللبناني، فيما لا يزال جيش الاحتلال الصهيوني يحتل عدة مناطق حدودية، كما يستمرّ أهالي بلدة طلوسة الجنوبية بالتوافد إليها بالتزامن مع تحليق المُسيّرات الصهيونية.
وقام الاحتلال برفع سواتر ترابية بالقرب من مركز الجيش اللبناني عند المدخل الغربي لبلدة حولا، كما قام بجرف منازل في منطقة مرج حولا، فيما عاد الأهالي إلى التجمّع عند مدخل حولا مصرّين على الدخول إلى بلدتهم.
ووجّهت المقاومة الإسلامية في لبنان "حزب الله"، رسالةً إلى أهل الجنوب، مؤكدةً أنّ عبورهم إلى قراهم عند الحدود مع فلسطين المحتلة، يومي الأحد والإثنين، كان "أمام عيوننا المرابطة، عبور الفاتحين الواثقين".
وخاطبت المقاومة الجنوبيين، الذين "انبرت إرادة العزم فيهم"، بينما "انكسرت إرادة العدو"، والذين "عبروا رغم أنوف جنوده الجبناء نحو قراهم"، مشيرةً إلى أنّ "أهداف العدو تحطّمت ودباباته احترقت عند أسوار هذه القرى، على أيدي المجاهدين في المقاومة الإسلامية".
يأتي ذلك بعد انتهاء مهلة الأيام الـ60 لانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من جنوبيّ لبنان، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وعقب الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أمس الأول الاثنين، التي أكّد خلالها أنّ مشهد عودة الجنوبيين إلى قراهم كان "مشهد انتصار"، وأنّ "المقاومة ثابتة وقوية".
إلى ذلك، وخلال لقائه مع مجموعة من المسؤولين الإيرانيين وسفراء الدول الإسلامية لدى طهران، قال المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي: إن "المقاومة التي بدأت في إيران الإسلامية، أوصلت بعض الدول الإسلامية إلى الساحة، وأيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين".
وتطرق إلى التطورات في قطاع غزة، قائلاً: إن "هذه الأراضي الصغيرة جعلت النظام الصهيوني المدجج بالسلاح والمدعوم بالكامل من الولايات المتحدة يستسلم"، لافتا إلى أن "الأعداء والأصدقاء ظنوا أن "حزب الله انتهى لكنه أثبت العكس وتمكن من مواجهة الكيان الصهيوني".