موعدنا الجنّة

الأولى 2025/02/02
...

 كتب رئيس التحرير:


في عمليَّةٍ نوعيَّةٍ غير مسبوقةٍ ألقى جهاز الأمن الوطنيُّ القبض على قتلة السيّد الشهيد محمّد باقر الصدر وأخته العلويَّة بنت الهدى وعُرضوا على وسائل الإعلام، حيث كانت "الصباح" حاضرةً لتغطية هذا الحدث.

هناك جرائم هي من الفداحة بحيث لا يمكن أنْ تسقط بالتقادم، لأنَّ الآلام والفواجع والخسائر الكبرى التي سبَّبتْها لا يمكن لها هي الأخرى أنْ تنقضي مع مرور الأعوام. وأكبر جرائم عهد صدام المباد كانتْ تلك الجريمة التي نُفّذتْ على أيدي هؤلاء المجرمين الصغار لكنَّ قرار الجريمة والتخطيط لها ولد في ذهن الدكتاتور وأُمضي بأمرٍ منه، وقد ذهب الطاغية إلى مصيره الطبيعيِّ ليصطفَّ في صفحات التاريخ السود مع أمثاله من الطغاة، وسيذهب هؤلاء المجرمون الصغار إلى عارهم الأبديِّ وسيبقى اسم السيّد الصدر ونهجه حيّاً في أنصع موضعٍ من القلوب والعقول وأسفار التاريخ.

في اعترافات المجرم الذي اغتال السيّد الشهيد الصدر نلمح اليقين الذي كان عليه الصدر وشقيقته، والرعب الذي اعتمل في نفوس القتلة وهم ينفذون أمر سيّدهم المجرم. قال: "إنَّ آخر جملةٍ قالها الصدر لأخته من كلمتين اثنتين فقط: (موعدنا الجنّة)".

صبرٌ ويقينٌ وثقة بالمبادئ هي الختام الطبيعيُّ لحياةٍ كانتْ رحلةً حثيثةً نحو الله، وتذكرتُ وأنا أسمع اعترافات المجرم محاضرة السيّد الشهيد الشهيرة التي عنوانها (حبّ الله وحبّ الدنيا)، والتي يقول في آخرها "لو كان عليٌّ (ع) يعمل للدنيا لما قال فزتُ وربّ الكعبة".  ولو كان محمّد باقر الصدر يعمل للدنيا لما قال "موعدنا الجنّة".