بغداد: مآب عامر
قصَّة "أمل" تُبرز معاناةً حقيقيَّةً تعيشها الكثير من النساء بعد الحبس أو التوقيف، حتى وإنْ كانت البراءة قد ثبتتْ في النهاية. التجربة لا تتوقف عند القضبان الحديديَّة للسجن، بل تمتدّ لتشمل وصمةً اجتماعيَّةً قد تُلازم المرأة لسنواتٍ، مما يُثقل حياتها ويمنعها من إعادة بناء نفسها بشكلٍ طبيعيٍّ.
التجربة التي مرَّتْ بها "أمل" لا تقتصر على الرفض الاجتماعيِّ فقط، بل تمتدّ أيضاً إلى تأثيراتٍ نفسيَّةٍ قد تبلغ حدَّ الاكتئاب والعزلة. كما أنَّ المجتمع عادةً ما يُعامل الرجل الذي يمرّ بتجربةٍ مماثلةٍ بشكلٍ أقلَّ قسوة، في حين أنَّ المرأة تجد صعوبةً أكبر في العودة إلى حياتها الطبيعيَّة.
الناشطة الحقوقيَّة انتصار الميّالي تُسلط الضوء على ضرورة تغيير هذه النظرة المجتمعيَّة المتجذّرة، داعيةً إلى تبنّي برامج تكامليَّةٍ لتأهيل النساء بعد تجربة السجن، تتضمَّن الدعم النفسيَّ والاجتماعيَّ، إضافةً إلى ضرورة تعديل التشريعات القانونيَّة لدمج هؤلاء النساء في المجتمع بشكلٍ سليمٍ من دون وصمة. المستشار الوطنيُّ للصحَّة النفسيَّة يُضيف بُعداً آخر عن تأثير السجن في الصحَّة النفسيَّة للمرأة، مشيراً إلى أهميَّة تقديم الدعم النفسيِّ والعلاجيِّ لها، سواء من خلال المعالجين النفسيين أو من خلال دعم أسرهنَّ. كما يوضِّح أنَّ توعية المجتمع جزءٌ أساسيٌّ من العلاج، حتى لا تظلّ المرأة محكومةً بالنظرة السلبيَّة التي تلاحقها.
العديد من النساء اللواتي تمَّ الإفراج عنهنَّ لا يجدنَ الدعم الكافي لإعادة تأهيلهنَّ، سواءٌ من خلال العمل أو الدعم الاجتماعيِّ، ما يجعل من الصعب عليهنَّ البدء بحياةٍ جديدة.