من دورر إلى فانديك.. عصر النهضة يعود من جديد

ثقافة 2025/02/04
...

 مارك براون

 ترجمة: كريمة عبد النبي


استضافت القاعة الفنية للأكاديمية الملكية في أسكتلندا معرضاً فنياً بعنوان "من دورر إلى فانديك" ضم خمسين لوحة بالألوان المائية يعود تاريخها إلى القرنين السادس عشر والثامن عشر. واللوحات هي من أعمال رسامي عصر النهضة "آلبرخت دورر، هانس هولباين وبيتر بول روبنس".

والمعرض هو الأول الذي تستضيفه أسكتلندا قد اختيرت أعماله المشاركة من مجموعة دار تشاتسورث في مقاطعة ديربيشاير، أنكلترا، وهو بالأصل منزل دوق كافينديش وأسرة كافنديش منذ عام 1539. وتحتوي هذه الدار على مجموعة فنية لأقدم اللوحات في العالم.

ومع استضافة قاعة قصر باكنكهام لمعرض فني يتضمن لوحات عصر النهضة الايطالي المتمثل بالرسامين "رافائيل، ليوناردو ومايكل أنجلو"، فإن معرض أسكتلندا يأتي في وقت تنشط فيه حركة المعارض الفنية التي تستقطب أعدادا كبيرة من الجمهور. 

والمعرض الذي يقام برعاية الخبير الفني تيسكو سايفرت ، يعكس الأهداف المتنوعة للرسم التي تتراوح بين الخبرات في الأسلوب إلى التحضيرات قبل البدء بعملية رسم اللوحة والبراعة في تقديم العمل بصورته النهائية.

واستضاف هذا المعرض لوحة للرسام "أنتوني فان ديك" التي تمثل الرأس والأطراف الأمامية لحصان أنجزها الرسام عام 1618. وتعد هذه اللوحة أول تصوير مستقل كبير الحجم لرسم حصان. وتعكس اللوحة مدى مهارة هذا الرسام في التعامل مع الألوان ببراعة، بالإضافة إلى قدرته على تقديم منظر طبيعي في الجزء الخلفي من اللوحة. وقد قدمت لوحة فان ديك صورة لقوة الخيول ، كما عكست حب الرسام لهذه الحيوانات ومتعته برسمها خلال سنواته الأولى في مدينة 

أنتويرب.

والأمر نفسه يسري على لوحة الرسام الكبير هولباين الذي كان رساما رسميا لملك أنكلترا هنري الثامن. رسم هذا الفنان أكثر من مائة لوحة التقطت التعبيرات الفريدة لشخصياتها الرئيسية. وعرض له معرض أسكتلندا لوحة بعنوان "شاب يرتدي قبعة واسعة الحواف" يعود تاريخها إلى عام 1525. استخدم الفنان الألوان المائية لرسم هذه اللوحة بطريقة حرفية عكست مهارته وقدرته على الإبداع.

ومن بين إحدى وعشرين لوحة تمتلكها دار تشاتسورث، قدم المعرض تسع لوحات للرسام الهولندي الكبير رامبرانت فان راين. وتعكس عددا من لوحات رامبرانت جولات هذا الرسام في المناطق الريفية حول مدينة أمستردام. عكست لوحاته المعروضة القوة التعبيرية التي تميز بها هذا الفنان وعلى الأخص الأعمال واللوحات الشخصية، بالاضافة إلى مهارته باستخدام الضوء والظلال. وتعد لوحات البورتريه من أفضل انجازاته الفنية التي عكست قدرته الإبداعية في هذا المجال.

ومن بين لوحات هذا الرسام التي استضافها معرض اسكتلندا هي لوحة "الطاحونة" وهي عبارة عن منظر طبيعي ينقسم إلى قسمين. يهيمن النصف الأيسر على اللوحة وهو يمثل طاحونة تقع على قمة حصن. أما القسم الثاني فيصور قاربا شراعيا صغيرا. وقد أشاد الكثير من النقاد بهذه اللوحة الظلية الدرامية لطاحونة ما بعد الحداثة في مواجهة سماء مظلمة وعاصفة. وربما تعكس اللوحة بألوانها الداكنة الحالة الذهنية التي كان عليها هذا الرسام خلال منتصف القرن السابع عشر حين واجه الرسام صعوبات مالية كبيرة.

اللوحة تمثل منظرا طبيعيا حقيقيا. فالطاحونة هي طاحونة هوائية حقيقية تقع عند أعلى حصن دي باسيدي. كانت ريشة رامبرانت دقيقة في رسم تفاصيل الطاحونة ومحيطها.

ويتضمن المعرض لوحة "سالومي تستلم رأس القديس يوحنا المعمدان" للرسام آدم إيلشايمر وهو رسام ألماني رسم الموضوعات العلمانية والدينية. أنجز الفنان هذه اللوحة خلال الأعوام 1601-1603 وهي بالألوان المائية.

ومن الأعمال الأخرى التي تضمنها المعرض لوحة للرسام الهولندي هندريك غود ويعود تاريخها للأعوام 1605-1608 وهي مستوحاة من لوحة الرسام إيلشايمر، الأمر الذي قدم فرصة للمقارنة بين العملين.

ومن اللوحات المائية المعروضة لوحة "قناع الأسد" للرسام السويسري- الألماني جوست عمان وهو رسام توضيحي ومصمم غرافيك ونقاش ورسام مائي ورسام على الزجاج. واللوحة عبارة عن وجه أسد بالألوان المائية الداكنة، وهي واحدة من مجموعة لوحات عديدة تمثل الحيوانات التي قدمها المعرض في أسكتلندا.


عن صحيفة الديلي تلغراف البريطانية