المرأة في المجتمع البدائي

ثقافة 2025/02/04
...

 بغداد: سرور العلي 


"إلى جميع النساء، لا تخجلن فامتيازكن يهيمن على البقية.. أنتن أبواب الجسد، أنتن أبواب الروح، وأنا أقول أنه من العظمة أن تكون امرأة مثلما من العظمة أن تكون رجلاً، وأنا أقول إنه لا يوجد شيء أعظم من أم الرجال"، الشاعر والت ويتمان، بهذا الإهداء افتتح الدكتور جمعة الطلبي، أستاذ الآثار في كلية الآداب/ جامعة بغداد، كتاب "وضع المرأة في المجتمع البدائي: دراسة في النظام الأمومي"، الذي ترجمه إلى العربية تحت عنوان "نشأة النظام الأمومي، مكانة المرأة في المجتمع البدائي"، الصادر عن دار أبجد للنشر والتوزيع.

وقال الطلبي في حديثه لـ "الصباح" إن "الكتاب يعدُّ كلاسيكياً مهماً على مرِّ التاريخ البشري، لمؤلفته كاثرين گاسكوين هارتلي (1866/1867-1928)، وهي كاتبة نسوية وناشطة اجتماعية مشهورة، فقد كانت رائدة في الدعوة لحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وكانت ناشطة في مجال القضايا الاجتماعية بما في ذلك التربية والأمومة 

والجنس".

وكان هذا الكتاب من بين أعمال كاثرين الأخيرة، لذا فإنه كُتب في مرحلة النضج والخبرة، وهو تكملة لكتابها "الحقيقة عن المرأة"، وهو أطروحة تستكشف طبيعة المرأة ودورها، كُتب في أوائل القرن العشرين، وتقدم فيه معتقداتها في ما يتعلق بأهمية الأنوثة والأمومة في المجتمع، مؤكدة أنها "جانب أساس من الوجود البشري".

وتتعمق المؤلفة في الفهم التاريخي والأنثروبولوجي للنظام الأمومي في المجتمعات البدائية، وعن طريق تحليل مفصَّل لمختلف الثقافات وبِنياتها المجتمعية، وتستكشف "هارتلي" أدوار ومكانة المرأة في الحضارة البشرية المبكرة، وتسلط الضوء على أهمية الأنظمة الأمومية، لذا يُعدُّ هذا الكتاب مسعى علمي يقدم حجة مقنعة، لأهمية النظام الأمومي في تشكيل المجتمعات البشرية 

المبكرة. 

لقد قاد المؤلفة شغفها بالموضوع إلى إجراء بحث مكثَّف حول دور المرأة في المجتمعات القديمة، وبلغت ذروتها في هذا العمل الرائد، وأن تحليلها الثاقب وبحثها الدقيق يجعلان هذا الكتاب مساهمة قيمة في دراسة ديناميكيات النوع الاجتماعي في التاريخ 

البشري، إذ يقدم فحص "هارتلي" الشامل لنظام الأمومة منظوراً جديداً للبنى الاجتماعية المبكرة، ويوفر رؤى قيمة حول تطور الأدوار 

الجنسانية.

وأكد د. جمعة" أن "مضمون الكتاب يركز على مكانة المرأة في المجتمع عبر العصور، وتظهر حالات الإشراق النسوي عبر التاريخ، بما يعزز صورة المرأة، ويعيد لها وعيها الغريزي الفخور، بكونها أماً للبشرية، وبإن النساء سوف يصبحنّ مرة أخرى قوة 

لا تقهر".