جسر العشاق وأسطورة أقفال الحب

منصة 2025/02/04
...

 فرنسا : غيث طلال 

في باريس، مدينة الحب والنور، هناك العديد من المعالم التي أصبحت رمزا للرومانسية، ومن أبرزها جسر الفنون الذي اشتهر بلقب «جسر العشاق». هذا الجسر الخلاب الذي يعبر نهر السين كان لسنوات طويلة موقعا لتقليد أقفال الحب، حيث يأتي الأزواج من جميع أنحاء العالم ليعبروا عن حبهم الأبدي بإغلاق قفل يحمل أسماءهم أو الحروف الأولى منها  ويرمون مفتاح الأقفال  في مياه النهر.

بُني جسر الفنون في عهد الإمبراطور نابليون بونابرت عام 1804، وكان أول جسر حديدي في باريس. يربط الجسر بين معهد فرنسا ومتحف اللوفر، ويُعد مكانًا مفضلاً للفنانين والمصورين والموسيقيين؛ نظرًا لإطلالته الساحرة على المدينة. تعرض الجسر لأضرار خلال الحربين العالميتين، وتم ترميمه مرات عدة حتى استعاد رونقه وأصبح مخصصًا للمشاة فقط، ما جعله وجهة مثالية للسياح.

بدأ تقليد تعليق أقفال الحب على جسر الفنون في أوائل القرن الحادي والعشرين، بعد أن بدأ السياح والعشاق بوضع أقفال تحمل أسماءهم أو الأحرف الأولى من أسمائهم، ثم قفلها على أسوار الجسر وإلقاء المفتاح في نهر السين كرمز للحب الأبدي. ومع مرور الوقت، انتشر هذا التقليد وأصبح رمزًا للرومانسية، حيث كانت مئات الآلاف من الأقفال تغطي سور الجسر، ما جعل منه أحد أشهر المعالم في العالم.

بحلول عام 2015، أصبحت أقفال الحب تمثل مشكلة حقيقية، حيث وصل وزنها إلى أكثر من 45 طناً، ما شكل خطرًا على بنية الجسر. اضطرت بلدية باريس إلى إزالة الأقفال بالكامل واستبدال الأسوار الحديدية بألواح زجاجية لمنع استمرار هذه العادة، لكن ذلك لم يمنع العشاق من البحث عن أماكن أخرى لتعليق أقفالهم،على الرغم من إزالة الأقفال، لا يزال جسر الفنون رمزًا للحب في باريس، فهو يجذب العشاق الذين يزورونه للاستمتاع بأجوائه الساحرة، سواء بالمشي فوقه، أو الاستمتاع بغروب الشمس على ضفاف نهر السين، أو التقاط الصور التذكارية مع إطلالة برج إيفل في الخلفية.

جسر العشاق في باريس لم يكن مجرد مكان لتعليق الأقفال، بل كان ولا يزال مكانًا ينبض بالرومانسية والسحر الباريسي. وبينما انتهت قصة الأقفال، تبقى الذكريات والقصص التي صنعها العشاق هناك شاهدة على حب لا يزول، تمامًا كما تبقى باريس مدينة العشاق التي تحتضن القلوب والأحلام.