مصادر لبنانية: التشكيلة الوزاريَّة أُنجزت بنسبة 90 بالمئة

قضايا عربية ودولية 2025/02/04
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط


  تباينت الأنباء وآراء المصادر بشأن الإعلان عن موعد التشكيلة الحكومية اللبنانية المرتقبة برئاسة المكلّف نواف سلام، فبينما رجّحت مصادر توقيتاً لا يتجاوز الـ48 ساعة المقبلة خصوصاً مع وجود اتفاق شبه معلن مع "الثنائي الشيعي"؛ آثرت أخرى التريُّث بالتفاؤل بقرب إعلان التشكيل لأسباب تتصل باعتراضات وإشكاليات طرحتها بعض الجهات السياسية، بينما نفت إيران مزاعم الكيان الصهيوني بشأن إرسالها أموالاً إلى حزب الله، عادّة أن ذلك يهدف إلى عرقلة ومنع إعمار لبنان وخصوصاً جنوبه الذي تعرَّض لدمار هائل بسبب العدوان الصهيوني.

في مسار تشكيل الحكومة واختيار الوزراء، دعا السيد علي فضل الله نجل المرجع الديني الراحل محمد حسين فضل الله، إلى اختيار الشخصيات التي تتولى المناصب الوزارية على وفق الكفاءة والنزاهة والشفافية.

وقال خلال حفل تكريمي أمس الإثنين: إن "مشكلتنا في هذا الشرق إننا حوَّلنا الأديان إلى عشائر متناحرة انعكست توتراً واختلافاً بين اتباعها لذلك، ومن هنا أدعو إلى إطلاق القيم في الفضاء الواسع لأننا عندما نحتكم اليها لن يبقى هناك من يشعر بظلم أو غبن أو اضطهاد أو من يقبل باحتلالٍ لأرضنا أو استباحة لسيادة وطننا وأن مواقفنا وكلماتنا ستكون نابعة من وحي هذه القيم وليس من انفعالاتنا ومصالحنا"، مؤكداً أنه "عندما نفكر بهذه الروحية نستطيع أن نشكل الحكومة في أقرب وقت بدلاً من الصراع على هذه الحقيبة أو تلك أو انتظار كلمة من هذه الدولة أو ذاك المحور" .

كما دعا إلى "اعتماد الكفاءة والنزاهة والشفافية في اختيار من يتولون مناصب وزارية"، محذراً من "التأخير، ولاسيما أننا أمام مخاطر مُحدقة بهذا الوطن وهذه المنطقة ممن لا يريد خيراً لهذه الأمة بحيث تملك كل عناصر القوة والثبات ويريد هذا الوطن ضعيفاً وأن يسيطر الإحباط على ناسه" .  يأتي ذلك، فيما كشفت مصادر لبنانية، أن "التشكيلة الوزارية أُنجزت بنسبة 90 في المئة، وأنّ مراسيم الحكومة ستصدر خلال الـ48 ساعة المقبلة، وأنها مكونة من 24 وزيراً" .

ووفق التسريبات، فإنه جرى حسم 4 وزارات من استحقاق "الثنائي الشيعي" حركة أمل وحزب الله، بينما أنيط اختيار الشخصية التي ستتولى الحقيبة الوزارية الخامسة للشيعة إلى رئيسي الجمهورية جوزيف عون والوزراء نواف سلام بالتفاهم مع "الثنائي الشيعي"، وأن اسم النائب السابق ياسين جابر قد حسم لوزارة المالية.

وقالت مصادر مطلعة على اتصالات التأليف: إنّ حزب "القوات اللبنانية" لا يزال يحاول الحصول على حقيبة سيادية، ولكن المعنيين اختاروا ثلاثة أسماء من التي اقترحتها، وأسندوا إليها حقائب تُعتبر أساسية، ولكنها غير سيادية بالمفهوم التقليدي للوزارات السيادية المتعارف عليه.

في المقابل، فإن عضو تكتل "الجمهورية القوية" – القوات اللبنانية، النائب فادي كرم أشار إلى أن "كلّ الكلام عن ولادة مرتقبة للحكومة في الساعات المقبلة يبقى في إطار الاحتمالات غير الدقيقة، وربما قد يكون للضغط في إطار إنهاء الأمور بأمر واقع ما" .

من جانبها، ردت كتلة "اللقاء الديمقراطي" (الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني) الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط على ما تم تداوله من مواقف وتحليلات حول تشكيل الحكومة، وموقف "اللقاء" تجاهها.

وأكد اللقاء في بيان أنه "يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع". وشدد على رفضه لـ"منطق إغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لإنجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها في ما ينتظرها من مهام وتحديات" .

من جانب آخر، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أنّ الادّعاءات بشأن إرسال إيران أموالاً إلى حزب الله في لبنان، ليست سوى مجرّد شائعات يروّج لها الكيان الصهيوني بهدف عرقلة إعادة إعمار لبنان.إلى ذلك، تتواصل على قدم وساق؛ الاستعدادات لإقامة التشييع الجماهيري للشهيد الكبير السيد حسن نصر الله في العاصمة بيروت، والذي حدده حزب الله بتاريخ 23 شباط الجاري.