الثائر الوطني شعلان أبو الجون .. شاعراً

ثقافة شعبية 2019/07/05
...

نافع الفرطوسي
مارست الاهزوجة او (الهوسة) الشعبية فعلها المحرّض،وخفقت في وجدان كل ثائر راية جامحة وتفجرا وطنيا هزّ الذات الغاصبة.. وكانت الإنموذج المبكر للفعل المقاوم والشعر السياسي في العراق. وكان شاعرنا الثاثر شعلان ابو الجون يقف بين كراديس الثوار نافورة شعر تتناثر منها الحمم الشعرية اللاهبة التي تشعل حرائق الحماسة الثورية والعزم الكفاحي المناهض للمحتل البريطاني:
 
بيه خير او يجثر عسكر او ريلات (قطارات)
سواريه او بياده او فوك طيارات
ابعزم الله او عزم حيدر ابو الحملات
يتوزع وطروح انشيله..
 فكان ابو الجون كالشاعر ‏القديم يمجد ويحفز ويستخرج أفضل مافي المقاتل ليقذف به في الفعل ،كنار في النار،وهذه مهمة الشعر العظيم:
 أكلج يجامعة الحسن عيناج
دفن كوكس أو ديلي بعسكره يدناج
انجان اهلج جفوف احنه بطرب جيناج
خل يأمن كلبج يرعيعه..
 
وعند هجومه على القوات الانجليزية في الرميثة،قال القائد المهوال ابو الجون (حل فرض الخامس كوموله) وهذا يفعل بالجموع فعل المارش العسكري،ويصدح حناجرهم صدح البوق عند الثوار ويجعلهم يرقصون على أكتاف الموت دون تهيّب أو وجل.
 
ومما يعين (الهوسة) على تحقيق هذه الحالة،بحر الخبب (فعلن فعلن..) لأنه بحر يتميز بتداخل وتناغم الحماسة (يعراك البابك فكينه) وعندما وصلت رسالة من الثوار في مؤتمرهم المنعقد في دار الشيخ عبد الواحد آل سكر في المشخاب يوم 21 كانون الثاني 1920 الى شعلان ابو الجون،الشاعر والثائر المعروف في الرميثة، كان جوابه:
 احنه امنه بالسلاح وفعلنه،بلغهم سلامنه وكلهم:
الما يتهيب مد ايده..
 
 
 
 
ان هذه العينات وغيرها من (الهوسات) توقفنا على نسيج ملحمة شعرية لبطولة شعب وعظمة ثورته المسلحة بوجه المحتل الانجليزي (ثورة العشرين الوطنية التحررية) والتي ظل مداها خالداً عبر الزمن وستبقى الى ماشاء الله.