فاروق هلال.. رحلة موسيقيَّة تخلّد الإبداع العراقي

ثقافة 2025/02/05
...

 بغداد : رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي 


ضيفت مؤسسة " ايشان" لدراسات الثقافات الشعبية، مساء السبت الماضي، الموسيقار والملحن فاروق هلال الذي تحدث عن سيرته الفنية ودوره في اكتشاف جيل من المطربين، من خلال برنامج "أصوات شابة" الذي كان يقدمه من التلفزيون العراقي في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، قدم الجلسة الدكتور كريم الرسام بحضور عدد من الفنانين والنقاد والاكاديميين.

المحتفى به من تولد بغداد 1937 اكمل تعليمه الابتدائي ومن ثم دخل معهد الفنون الجميلة، وفي العام 1959 تم اختياره في الإذاعة العراقية.

وقال في الجلسة التي حضرتها "الصباح" :" كان لمعلمي الاول ومكتشف موهبتي الاستاذ سعيد شابو الفضل في صقل موهبتي الفنية، فقد اختارني من بين مجموعة من الطلبة لتقديم أناشيد في الإذاعة وجعل الموسيقى تسري في دمي، منذ الابتدائية وأنا أفكر بكيفية دخول معترك الفن على عكس الآخرين، الذين سبقوني، ومن هنا بدأت في مواجهة العراقيل والمصاعب، التي كانت توضع امامي من قبل المنافسين، وهذه الحرب كانت مهمة لمواصلة مشواري لاعتقادي أن المبدع عندما ينجح يتوقع التنافس، لا سيما وأنا اعتز بالتنافس الايجابي، لا سيما مع الراحل طالب القره غولي، الذي يعد قامة لحنية كبيرة لا يمكن اغفالها أو تجاهلها".


محطاتٌ غنائيَّة

فاروق هلال من الملحنين الذين لم يتاثروا بمن سبقوه من مدارس لحنية أخرى، فاختار شخصيته المميزة والتي ولدت وسط اسماء كبيرة من ملحنين أمثال وديع خونده وعلاء كامل 

ومحمد عبد المحسن ورضا علي وغيرهم، إلا أنه أتى باسلوب غنائي غير مألوف بالنسبة للذائقة البغدادية والعراقية، لا شك أنه تأثر بمدارس عربية قريبة وهذا يحسب له، فقد كانت أبرز محطاته الغنائية سببا بشهرته كصوت غنائي، اضافة الى الألحان التي وضعها لمطربين ومطربات اخرين مثل "تعاليلي" و"عالبال"  و"علمني عليك" التي غناها الفنان عبد الله رويشد، اضافة إلى أعمال وطنية وأوبريتات ومئات الأناشيد والإعداد لأغانٍ تراثية 

عراقية.   

الموسيقار عبد الرزاق العزاوي خلال مداخلته استذكر السنوات الاولى في حياة هلال الموسيقية، فقد كان دؤبا وشغوفا في الغناء والعزف والالحان وقد لاحظت عليه قبوله للنقد عندما نتناقش في الاعمال التي قدمها ويستمع إلى التغيرات والجماليات يتقبلها بروح رياضية، وشبه العزاوي المحتفى به بالشجرة الكبيرة التي لها اغصان هم الفنانون الشباب الذين خرجوا من تحت عباءته.


جيل مثقف

اما الفنان قاسم ماجد فقد عد فاروق الأب الحقيقي في فترة الثمانينيات، فقد احدث ثورة عن طريق الشباب واكتشف المطرب والملحن والشاعر وهم في بداياتهم غير معتمد على النجوم الكبار لذا خلق جيلا من ثلاثي الاغنية، فالاحتفاء به يمثل دافعا لنا والإصرار على مواصلة العطاء الابداعي.

فاروق هلال قدم أغنيته الشهيرة "تعاليلي" بالاشتراك مع عازف العود كرم ثامر، حيث تفاعل الحضور مع أدائهما، إذ أشار كرم إلى أن فاروق هلال مدرسة لحنية وانسانية متكاملة، على طول الفترة التي تعاملت بها معه كانت هناك حوارات ونقاشات انتهت بابتكار "انقلاب الموسيقي في لحن العربي" التي بدأت في اول قصيدة نفذتها بعنوان " الحلم" وبعدها توالت قصائد كثيرة آخرها قصيدة "اللوحة" للدكتور عارف الساعدي وإلحان فاروق هلال.


التنوع الابداعي 

من جهته، أوضح الباحث حيدر شاكر أن فاروق هلال لم يكتف بتقديم نفسه كصوت، بل راح الى أبعد من ذلك فقد اقتفى اثر الرواد الذين سبقوه امثال خزعل مهدي وخزعل فاضل ورضا علي، حيث نجد تعدد الابداع عند هؤلاء ما بين التمثيل والتلحين والغناء فما كان من الموسيقار فاروق هلال، إلا أن يخوض تجربة التمثيل في الفيلم الاستعراضي "درب الحب" مع الفنانة مديحة وجدي، حيث قدم مجموعة من الاغاني فكانت تجربته إضافة لتاريخ الفن 

العراقي.