سامر المشعل
ممكن أن تتحول منطقة أهوار العراق إلى أهم بقعة سياحية بالعالم لو نالت الاهتمام والتنظيم وتهيئتها لوجستيا كمنتجع سياحي بتوفير ما يحتاجه السائح من خدمات واقامة مريحة بوعي سياحي.
وعلى الرغم من أن أهوار العراق تعد واحدة من أهم عشرة مصطحات مائية بالعالم، إلا أنها تنفرد بميزات ممكن أن تجعلها من أهم مناطق الجذب السياحي، فبالاضافة الى الطبيعة الخلابة لهذه المنطقة، والتي ساهمت الطبيعة في تشكلها بعذرية، فهي تمثل عودة لأحضان الطبيعة من ضوضاء المدينة وتلوثها وزحاماتها، حيث الماء والقصب والبردي والطيور والاسماك والتنقل عبر المشاحيف والزوارق ورائحة شواء خبز التنور.. فالطبيعة تفتح ازرار فتنتها للاستمتاع بالهدوء والاستجمام وتغمرك بكرمها من غذاء طازج من منتجات الجاموس والاسماك والطيور.. الخ.
وقد سميت أهوار العراق بـ " جنة عدن " والتي لم تدرك كل الحكومات والأنظمة المتعاقبة أهميتها والافادة من خيراتها وثرواتها.
يزداد بريق أهوار العراق في جذب السائحين من مختلف انحاء العالم، كون هذه المنطقة هي موطن الحضارة الاول بالعالم، وهي حضارة وادي الرافدين، فهي سياحية اثارية اضافة الى أنها ترويحية، ويكتمل سحر هذه المنطقة من خلال معابد وزقورة مدينة اور وآثارها وعلى مقربة منها بيت أبي الانبياء ابراهيم الخليل.
الشيء الذي يبث فينا الأمل وممكن أن ينعش الآمال بأن تكون هذه المنطقة وجهة سياحية مهمة، هي انجاز مجموعة من المشاريع العمرانية في مدينة أور التاريخية مثل المسرح والقاعات والمرافق العمرانية الأخرى، وهناك مشاريع لبناء عدد من الفنادق الحديثة ضمن توجهات الحكومة الحالية.
والنقطة الأهم في جمال هذه المنطقة وتفردها، ان غناءها مختلف وغير مسموع بالنسبة للعالم، حيث الاطوار الريفية التي تغنى من قبل أهل الأهوار وهي مسارات لحنية تتسم بالشجن العالي وترجيفات الصوت، التي تشبه تكسر أمواج مياه الأهوار عندما يشقها المشحوف، فهي ألوان غنائية اختصت بها هذه المنطقة نابعة من بيئتها وتعبر عن مشاعرهم واحاسيسهم الملتاعة والحزينة وفرط ما يعانونه من ضيم وجور. وتشكل الاطوار الريفية ثروة موسيقية بكر، وغير مكتشفة أو مطروقة بالنسبة للاذن العربية والعالمية، فالمقام موجود في العديد من البلدان مثل تركيا واذربيجان وايران والشام.. اما الاطوار الريفية فهي ذات خصوصية سومرية عراقية، تمثل تراثا غنائيا بيئيا ويعد هوية الاهوار الفنية، لا سيما أن أهل الاهوار يمتازون بالأصوات الجميلة والشجية التي تجيد غناء هذه الالوان بالفطرة وكأن المغني يدفع عن نفسه السأم والممل من دون حياء أو خجل، ما يزيد من دهشة واستمتاع السائحين الاجانب بجولة سياحية في حضارة اور وعوالمها الساحرة والمدهشة.