بغداد: حسين ثغب
تصوير: صباح الربيعي
أسدل الستار عن فعاليات الدورة الـ48 من معرض بغداد الدولي وسط ترحيب واسع من قبل المشاركين والزوار، إذ شهد المعرض إقبالاً كبيراً من الشركات المحلية والدولية التي قدمت أحدث تقاناتها ومنتجاتها بهدف البحث عن موطئ قدم داخل السوق العراقي.
وأشار معظم المشاركين إلى ارتياحهم من نجاح أهدافهم في المعرض، حيث تمكنوا من إبرام اتفاقات ثنائية للتعاون مع الشركات المحلية والإقليمية والعالمية.
وفي نفس السياق، أعربت العديد من العوائل العراقية التي زارت المعرض عن رغبتها في تمديد فترة العرض، مؤكدين أن التمديد سيتيح لهم الفرصة للاطلاع على كافة الأجنحة والبضائع المعروضة، مما يساعدهم على اقتناء المنتجات التي يحتاجونها من مختلف الشركات المشاركة.
التواصل مع شركات عالمية
في حديثه عن أهمية المعرض في تعزيز التعاون الدولي، قال عبد السلام كريم الشحماني، مدير علامة شركة الموانئ العراقية في وزارة النقل: "لقد كانت أيام المعرض فرصة ثمينة للتواصل مع الشركات العالمية من مختلف البلدان".
وأضاف أن شركته تمكنت من الاتفاق مع شركات كورية جنوبية وباكستانية للتعاون المشترك، حيث سيتم تنظيم لقاءات ثنائية بعد المعرض لتفعيل هذه الاتفاقات.
وأوضح أن العديد من الشركات العربية والدولية أبدت رغبتها الجادة في التعاون مع العراق ودخول سوقه، خاصة في ظل التطورات المستمرة والمشاريع الكبيرة التي تنفذ في العراق.
الطاقة الشمسيَّة تستأثر
باهتمام الزوار
من جانب آخر، أشار محمد شاكر رئيس مركز بغداد للطاقة والاستدامة، إلى أن دورة المعرض الحالية كانت مميزة بمشاركة أعداد كبيرة من المواطنين الذين أبدوا اهتماماً كبيراً في الطاقة الشمسية.
وقال: "شهدنا إقبالاً لافتاً من المواطنين على معرفة المزيد عن منظومات الطاقة الشمسية، كفاءتها وأنواعها." وأكد أن العديد من الزوار أبدوا رغبتهم في اقتناء هذه المنظومات لتجنب مشكلات انقطاع الكهرباء، بالرغم من أن بعضهم أبدى تردداً بسبب عدم وجود ثقافة كافية في العراق حول كيفية الاستفادة من الطاقة الشمسية. وشدد على أن المعرض يعدُّ فرصة لزيادة الوعي بالتقنيات الحديثة التي تشهدها مختلف دول العالم.
تفاعل الشركات البرمجية
من جانب آخر، قالت هويدا أحمد من شركة "عراق لبرمجة": "كان المعرض فرصة ثمينة لنا، حيث تفاعلنا مع جمهور واسع طيلة أيام العرض. هذا التفاعل ساعدنا على إطلاق 7 برامج جديدة ومتطورة بتقنيات حديثة لتنظيم الحياة العامة والخاصة".
وأضافت: "من خلال المعرض، تمكنا من فهم احتياجات المجتمع العراقي في الجانب التقني، وتفاعلنا مع الزوار لخلق حلول تقنية تناسب متطلباتهم". وأشارت إلى أن المعرض يعتبر منصة هامة للتواصل مع العالم وإدخال تقنيات جديدة تخدم السوق العراقية.
المواهب وتنميتها
كما لم يغفل المعرض فئة الأطفال، فقد قامت مؤسسة الهدى الثقافية، المتخصصة في رعاية المواهب، بتنظيم فعاليات لاكتشاف مواهب الأطفال والناشئين. زينب ناصر حسين، مديرة جناح المؤسسة، أكدت على أهمية دعم وتنمية المواهب من خلال توفير فرص للأطفال لصقل مهاراتهم. وقالت: "نسعى جاهدين لتوفير جميع الأدوات والبرامج التي تساعد الأطفال على النمو والتطور في مجالاتهم، ونخطط لإشراكهم في مهرجانات متخصصة مثل مهرجان الطفل العراقي الدولي".
إقبال متزايد من الزوار
وأشادت المواطنة إلهام سعد الدين بتنظيم المعرض الذي وصفته بأنه يلبِّي احتياجات جميع فئات المجتمع. وأكدت أنها كررت زيارة المعرض على مدار 4 أيام للتعرف على المنتجات التي عرضتها الشركات، خاصة الأجنحة الخاصة بالبيع المباشر. وقالت: "المعرض كان متنفساً حقيقياً للعائلة العراقية، حيث زادت أعداد الزوار يوماً بعد يوم، سواء من المتخصصين أو العائلات".
تفاهمات مع شركات دولية
أما نصير راغب من شركة "ترمو كنغ تاو" اليابانية، فقد قال: "شهد المعرض العديد من التفاهمات الأولية مع شركات عدة للتعاون وتوسيع نشاطنا في السوق العراقية." وأوضح أن المعرض كان منصة مثالية لشركات عالمية لدخول السوق العراقية والتعاون في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أهمية رفع مستوى الخدمات المقدمة للزوار في المعارض المقبلة لضمان نجاح أكبر.
منتجات عراقية تضاهي المستورد
وفي حديثه عن أهمية المعرض في تعزيز المنتجات العراقية، أشار محمد حسين من غرفة صناعة كربلاء إلى أن الشركات المشاركة من كربلاء نالت إعجاب الزوار، خاصة المنتجات المتميزة مثل التمور ومشتقاتها، التي تلاقي طلباً كبيراً في الأسواق الدولية. وقال: "منتجاتنا العراقية التي تصدر إلى دول الخليج تحظى بسمعة جيدة، ومع إقبال الزوار على هذه المنتجات، أصبح لدينا حافز أكبر للتوسع في الإنتاج".
توسيع المشاركة المستقبلية
من جانبه، أكد عقيل الحمد المختص في الشأن الاقتصادي، على أهمية توسيع المشاركة في المعارض المستقبلية لدعوة أفضل الشركات العالمية. وقال: "الدورة 48 من المعرض أظهرت نتائج طيبة، لكن من الضروري أن نتوسع في دعوة الشركات العالمية الكبرى لتوسيع الفائدة للاقتصاد العراقي." وأضاف: "المعرض يعدُّ محفلاً اقتصادياً هاماً ويُسهم في تغيير المشهد الاقتصادي من خلال اطلاع الشركات المحلية على التقنيات الحديثة والعمل على توريدها للسوق العراقية في مختلف القطاعات".
فرصة لفتح أسواق جديدة
وأكد الحمد أن سوق العمل العراقية تشهد نمواً ملحوظاً ويعتبر فرصة واعدة للشركات العالمية. وقال: "العديد من الشركات الحاضرة في المعرض أبدت رغبتها الكبيرة في العمل داخل السوق العراقية التي تمثل سوقاً واعدة ومتنامية". وأشار إلى أن التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ضرورة لتوفير البيئة المناسبة للاستثمار الأجنبي في العراق، وخاصة في قطاعات الإنتاج والصناعة والزراعة والسياحة والخدمات.
تكرار المشاركة في المستقبل
وأخيراً، عبَّر خالد سلطان، ممثل شركة عطور كويتية، عن ترحيبه بتمديد فترة العرض للأجنحة التي شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار. وأضاف: "تفاعل الجمهور العراقي مع منتجاتنا كان رائعاً، ما يشجعنا على تكرار المشاركة في الدورات القادمة وبشكل أكبر". وأكد أن تفاعل الجمهور مع المنتجات يعدُّ مؤشراً إيجابياً ويعزز من رغبتهم في توسيع مشاركتهم في المستقبل.
تمديد البيع المباشر
وكانت وزارة التجارة قد مدتت البيع المباشر في معرض بغداد الدولي إلى مساء اليوم الأحد تماشياً مع رغبة المواطنين وإعطاء فرصة
للتبضُّع.