بغداد : نوارة محمد
تصوير: خضير العتابي
ثاني أكبر متحف في الوطن العربي بعد المتحف المصري، ويُعد من أغنى المتاحف، فهو يجسد ذاكرة العراق وعصوره، ويشهد حالياً انتعاشاً واضحاً، خصوصاً بعد أن صُنفت بغداد عاصمة للسياحة العربية للعام 2025، ومعها شهدت وجهات السياحة في المدينة رواجاً واسعاً، والمتاحف الوطنية تحقق أرقاماً تصاعدية في عدد زوارها، بحسب المدير العام لدائرة المتاحف الدكتورة لمى الدوري، والمتحف الوطني واحد منها، الدوري أشارت لـ (الصباح) : "يحتوي المتحف على 24 قاعة متسلسلة حسب تاريخ الحضارات في العراق منذ القدم، ويضم ما يقرب من العشرة آلاف قطعة أثرية في قاعات العرض وما تحويه المخازن فهو أضعاف هذا الرقم، ومن الجدير بالذكر أننا نعمل على استرجاع القطع الأثرية بطريقتين، الأولى من داخل العراق وتكون عن طريق الجهات الأمنية أو ما يتم تسليمه من قبل المواطنين إلى المتحف، والثانية من خارج العراق ولدينا قسم خاص هو قسم الاسترداد المعني بمتابعة الآثار العراقية المهربة إلى الخارج، والحقيقة المتحف العراقي الآن يعيش أبهى حالاته، حيث إن العمل التطويري مستمر وهنالك مشاريع عدة فيه، سيتم افتتاحها خلال العامين المقبلين".
مضيفة :"الحدث الأكبر والأعظم هو اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025 والعمل جارٍ على قدم وساق في جميع مرافقنا السياحية والثقافية وبمتابعة وباشراف مباشر من قبل معالي وزير الثقافة والسياحة والآثار".
سوف تنظم كثير من الفعاليات الخاصة بهذا الحدث الكبير وبالتأكيد المتحف العراقي سيكون في الصدارة؛ لكونه يعرض تاريخ وحضارة هذا البلد."
المتحف الذي تأسس عام 1926 يحتوي على قطع أثرية يبلغ عددها عشرة آلاف قطعة موزعة بين 24 قاعة عرض تغطي جميع الحقب التاريخية، بدايةً من العصور الحجرية الأولى وانتهاءً بالحضارة الإسلامية، يسترجع معها زوار المتحف ذاكرة طويلة عمرها آلاف السنين ورحلة إلى الماضي، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالحضارة السومرية وأساطيرها عن الآلهة القديمة، وليس انتهاء بعصور البابلية والآشورية والأكدية، بالإضافة إلى العصور الإسلامية بمراحلها المتعددة، تمنح هذه الرحلة فرصة لزواره للتعرف على شكل الحياة في كل حقبة من هذه الحقب.
معاون المدير العام لدائرة المتاحف عباس عبد منديل أكد:" العراق يعيش مرحلة انتعاش للسياحة، والمناطق السياحية الثقافية تواجه تطوراً هائلاً، لا سيما في السنوات الأخيرة أخذ السياح بالاهتمام الواسع بزيارة المتاحف وصُرنا نلاحظ وجود سياح أجانب بأرقام قياسية وهو ما لم يحدث في سنوات سابقة". مشيراً: "نحن مهتمون بالقطع الأثرية والعراق اليوم يحقق أكبر عملية استرداد لقطع أثرية من الداخل والخارج ودولياً. نعم المتحف يشهد انتعاشاً ملحوظاً وعدد زواره يتصاعد يوماً بعد يوم، ونحن مهتمون بالعمل على رفع مستوى الخدمات السياحية".
المواطن أحمد كامل وهو موظف بشركة استثمارات عبر في زيارته للمتحف عن تولد شعور الفخر لديه كلما زار المتحف وهو ما يدفعه لتكرار التجربة، مبيناً :"في كل مرة أتجول هنا، أشعر وكأنني ابن حضارة عمرها ٧ آلاف سنة، مشيراً :" تلعب السياحة دوراً مهماً اليوم، خصوصاً أن القطاع السياحي في العراق من أبرز القطاعات التي تمتلك إمكانيات هائلة يمكن لها أن تعزز الاقتصاد الوطني وتسهم في تنوع مصادر الدخل، خاصةً في ظل الاعتماد شبه الكلي على النفط لما يزخر به العراق من مواقع أثرية وتاريخية تتنوع بين دينية وطبيعية وحضارية وأثرية وتراثية، شخصياً أعتقد أن هذه المرحلة انتقالية في سياحة العراق، وعلينا أن نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار."