أوسكار 79 وعصر {التفاهة}

ثقافة 2025/02/10
...

علي حمود الحسن    


لم يكن احتفالاً بهيجاً باذخاً، كما في كل مرة، إذ ألقت حرائق كاليفورنيا غير المسبوقة ظلالها الحزينة على حفل إعلان ترشيح جوائز الأوسكار 2025، الذي انطلقت فعالياته من على مسرح صموئيل جولدوين، الخميس 23 كانون الثاني، بإعلان فوز فيلم "إميليا بيريز" للمخرج الفرنسي جاك أوديار بـ 13 ترشيحاً، ليكون أول فيلم غير ناطق بالإنكليزية يحقق هذا الإنجاز، تلاه فيلم السيرة الذاتية "الوحشي" إخراج وإنتاج برادي كوربيت، الذي يتناول الأسطوانة المشروخة للهولوكوست التي صارت مثل ضريبة على هوليوود تتناولها بفيلم أو فيلمين في ماراثونها الساطع، وهنالك ترشيحات لأفلام سيرة ذاتية أخرى، مثل فيلم "المجهول تمامًا" للمخرج جيمس مانغولد، الذي تناول حياة المغني بوب ديلان، فضلاً عن "مجمع الكرادلة" للألماني إدوارد بيرغر، الذي حصل على ثمانية ترشيحات.

  وحقق فيلم "ويكد"، المقتبس عن المسرحية الموسيقية الشهيرة، 10 ترشيحات، من بينها أفضل تمثيل لبطليه سينثيا إريفو وأريانا جراندي، وفاز فيلم"انورا" الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان بـ 6 ترشيحات، ونال فيلما : "كثيب2 " للمخرج دينيس فيلنوف و"المادة" للمخرجة الفرنسية كورالي فارجايت، خمسة ترشيحات لكل منهما، بما في ذلك ترشيح ديمي مور عن أفضل ممثلة، وحقق أربعة مخرجين فلسطينيين مفاجأة من خلال ترشح فيلمهم "لا أرض أخرى" ضمن فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، فضلاً عن ترشيحات أفلام أخرى على شاكلة المكسيكي "أنا لا أزال هنا" للمخرج والتر ساليس الذي ترشح لجائزة أفضل فيلم، وقد تبدو مفاجأة على الأقل لترامب وفريق عمله، بعد ترشيح فيلم "المتدرب" لجائزتي أفضل ممثل (سيباستيان ستان)، وممثل مساعد لـ(جيريمي ست) بدور عراب ترامب ومحاميه الرهيب.

هذا الموجز العام لترشيحات جوائز الأوسكار، التي تمهد للحفل الكبير، الذي تنطلق فعالياته في الثاني من آذار المقبل يؤشر تهافت هذه الجائزة التي تخضع لحسابات ومصالح شركات الإنتاج، فأكثر من ربع هذه الأفلام شاهدتها من خلال منصات العرض المتاحة، وهي لا تستحق كل هذا الاهتمام، ومعظمها تتشارك في طرح قصص تروج للتحول والمثلية والبغاء.

 تناول الفيلم الأكثر حصاداً للجوائز في تاريخ الترشيحات السيرة الملتبسة لتاجر مخدرات مكسيكي ذي تاريخ إجرامي، يجري عملية "تحويل جنس" إلى امرأة كنوع من التطهر، إذ يلتجئ إلى الأعمال الخيرية والبحث عن المغيبين، منفصلاً عن تاريخه المشين، جسدت هذه الشخصية الممثلة والكاتبة الإسبانية كارلا غاسكون التي كانت تدعى سابقاً جاكسون غاسكون.

يبدو أن تسطيح المحتوى وتفاهته سيكونان سمة عصرنا، بفعل تغول وسائل التواصل الاجتماعي بمفهومية آلان دونو.