المسجد الألباني.. قصة كفاح استمرت 20 عاماً

منصة 2025/02/11
...

 بروكسل : امير العقابي 


بعد عقدين من الجهود المستمرة والعمل الدؤوب، تحول حلم الجالية الاسلامية وبالخصوص الألبانية في مدينة نامور البلجيكية إلى واقع ملموس مع انطلاق مشروع بناء المسجد الألباني والمركز الثقافي. يمثل هذا المشروع تتويجًا لسنوات من الكفاح والتحديات، ويعد إنجازًا بارزًا يعكس وحدة الجالية الاسلامية وحرصها على ترك بصمة إيجابية في المجتمع البلجيكي.

بدأت فكرة المشروع قبل 20 عامًا، حينما بدأت الجالية الألبانية في نامور تسعى لتوفير مكان يجمع أفرادها، ليس فقط لأداء الصلوات، ولكن لتعزيز التلاحم الثقافي والاجتماعي بينهم وبين المجتمع البلجيكي الأوسع. واجه المشروع تحديات كبيرة في البداية، بما في ذلك جمع التمويل، الحصول على التصاريح الرسمية، والتغلب على عقبات بيروقراطية معقدة، ومع ذلك، استمرت الجالية في العمل بصبر وعزيمة، مدعومة بتبرعات سخية من الأفراد، وتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، إضافة إلى دعم المجتمع البلجيكي الذي رحب بالمشروع.

المشروع يمتد على مساحة واسعة ويشمل مسجدًا يتميز بتصميم معماري يعكس مزيجًا من التراث الألباني والطابع الأوروبي الحديث. إلى جانب المسجد، يضم المركز الثقافي قاعات متعددة الاستخدامات لتنظيم الفعاليات الثقافية، دورات تعليم اللغة الألبانية، وورش عمل تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة في نامور.

شهدت مراسم وضع حجر الأساس حضورًا واسعًا من ممثلي الجالية الاسلامية والألبانية، شخصيات دينية، ومسؤولين محليين بلجيكيين. وخلال الاحتفال، أعرب القائمون على المشروع عن سعادتهم بهذا الإنجاز، ووجهوا شكرهم لكل من أسهم في تحقيق الحلم الذي استغرق تحقيقه عقدين من الزمن.

وقال أحد المسؤولين عن المشروع: «هذا المسجد والمركز الثقافي ليس مجرد بناء، بل رمز لكفاحنا ووحدتنا. نسعى إلى أن يكون مكانًا يجمع الناس من جميع الخلفيات لبناء جسور التفاهم والاحترام».