بغداد: الصباح
في تحوّلٍ لافتٍ في مجالٍ كان في الماضي حكراً على الرجال، بدأت المرأة تتبوّأ مكانةً بارزةً في السلك الأمنيِّ، متحدِّيةً كلَّ القيود المجتمعيَّة والمهنيَّة. اليوم، تقف النساء في صفوف الأمن بكلِّ قوَّةٍ، بفضل الإرادة والإصرار على النجاح.
تروي المقدّم بسمة الزيدي، إحدى ضابطات الشرطة، تجربتها الشخصيَّة في العمل الأمنيِّ، قائلةً: "اخترتُ هذا المجال بسبب شغفي بحماية المجتمع وتحقيق العدالة. واجهتُ تحدّياتٍ كبيرةً في بيئة يغلب عليها الطابع الذكوريُّ، لكنّي أثبتُّ نفسي من خلال العمل الجادِّ والتدريب المستمرِّ."
النساء في السلك الأمنيِّ لا يقتصر دورهُنَّ على الحضور، بل يُعزِّزْنَ الثقة المجتمعيَّة، ولا سيما في قضايا حسَّاسةٍ مثل العنف الأسريِّ. هذا التنوّع يُعزِّز فعاليَّة الأداء الأمنيِّ، كما أكّدت الزيدي، التي أضافتْ أنَّ الدعم من الزملاء ساعدها في تجاوز العقبات.
وفي سياقٍ متّصلٍ، أكّد العميد مقداد ميري، المتحدِّث باسم وزارة الداخليَّة، أنَّ "برنامج تمكين المرأة في السلك الأمنيِّ يهدف إلى توفير فرصٍ أكبر للنساء لتولّي المناصب القياديَّة، ويواصل البرنامج النجاح في فتح أفقٍ جديدٍ للمشاركة النسائيَّة".
رغم هذه الإنجازات، ما زالت بعض التحدّيات ماثلةً، مثل النظرة المجتمعيَّة التي تُقلّل من قدرة المرأة على أداء المهامِّ الميدانيَّة، وصعوبة التوازن بين العمل والحياة الأسريَّة. لكنْ مع استمرار الجهود الحكوميَّة والبرامج التدريبيَّة المتخصِّصة، يظلّ المستقبل مشرقاً للمرأة في هذا القطاع الحيويِّ، إذ باتتْ تُشارك في صنع القرار الأمنيِّ وبناء مجتمعٍ أكثر استقراراً.