كتب رئيس التحرير:
أمس انطلقت المرحلة الثالثة من مبادرة "نبض بغداد" برعايةٍ خاصَّةٍ من لدن رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ.
المبادرة تهدف إلى رفع غبار الإهمال عن بغداد القديمة بعد أنْ أصبحتْ أغلب دورها القديمة أطلالاً وأماكن لإلقاء القمامة أو ـ في أحسن أحوالها ـ مخازن لبضائع المحالّ التجاريَّة المنتشرة في المنطقة.
سبقتْ هذه المرحلة حملتان، الأولى تكفّلتْ بجعل شارع المتنبي تحفةً سياحيَّةً تليق ببغداد وتليق باسم الشارع بوصفه ملتقى للمثقفين وأكبر سوقٍ للكتاب في الشرق الأوسط. أما المرحلة الثانية فأعادتْ منطقة السراي ـ وهي المنطقة الحكوميَّة في العهد الملكيِّ ـ إلى رونقها القديم، فصارتْ هذه البقعة متنفّساً للأسر البغداديَّة ومكاناً منشّطاً للسياحة.
المرحلة الثالثة تستهدف إعادة أقدم وأشهر شارعٍ في بغداد، شارع الرشيد، إلى مجده القديم.
طوال سنواتٍ تعرَّضتْ هويَّة بغداد العمرانيَّة إلى عواصف من العمران أقلّ ما يمكن أنْ يقال عنها إنها فوضويَّة يشوبها الاعتباط والارتجال فامتلأت شوارعها بواجهات مبانٍ يغلّفها "الألكوبوند" الذي أشاع مسحةً من الكآبة والجمود وفقر الذائقة. لكنَّ ما أُنجز خلال حملة "نبض بغداد" وما سبقها من تأهيلٍ لمبنى القشلة، أعطانا أملاً في ترسيخ هويَّة بغداد الحيويَّة، حيث واجهات المباني تُعيد إلى الأذهان بغداد التي في مخيال العراقيين والعرب.
القشلة أصبحتْ فسحةً ثقافيَّةً منفتحةً على نهر دجلة، والمتنبي صار مركزاً للكتاب نهاراً، ومكاناً يرتاده الشباب مساءً، ومما رأينا فإنَّ "نبض بغداد" ستجعل من شارع الرشيد قلب بغداد القديمة وأبرز معالمها.