محاولة لتحنيط رفيف الفراشات

ثقافة 2025/02/16
...

 هدى عبد الحر


تتعدّد الهوايات الجميلة التي  تجذب  المتلقي وتأسره، وبخاصة عندما تكون هوايات فنية وذات شبه بالأعمال الاحترافية، التي تدعو إلى إشاعة الجمال الراقي الذي يعيد لنا الصلة بالاتصال بالطبيعة الخلاّبة. ويجعلنا نشعر إننا نعيش  وسطها  فنستشعر  كل ما فيها من دقائق  وتفاصيل جميلة وساحرة.  

مؤخراً استضاف رواق الثقافة والفن في النجف الفنان علي أسامة الأوسي، وهو من مواليد الديوانية قضاء الشامية ولا يزال طالباً  في السنة الرابعة قسم التحليلات المرضية، وهو محبّ للفن  بأنواعه  كلها ولاسيما الفن  التشكيلي وقد وجد التشجيع منذ طفولته لأنه ولد في أسرة  تعنى بالفن والثقافة.

وقد اختار الأوسي هواية تحتاج  إلى الدقة المتناهية والصبر وهي تحنيط الفراشات  داخل حيز  زجاجي مؤثث بطريقة جمالية تجعله مميزاً ويخلق مع الفراشة  بيئة  ساحرة  تجذب الناظر.  وربما هذه الهواية الفريدة  جعلته يدرك  الكثير من الأمور التي تعنى بالتشكيل  حيث يتعامل هو مع  الفراشات بوصفها جزءا من كل ضمن لوحة  متكاملة.  

والأوسي يقتني فراشاته من متجر الكتروني ثمّ يقوم بعملية تحنيطها و يختار لها طريقة عرض مناسبة لجماليتها ورقتها وندرتها.. ويسوقها أيضا من خلال المتجر الالكتروني أو ما يسمى (بيج) في ظل انتشار ثقافة التسوق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد صارت هذه القوارير التي تضم الفراشات أو اللوحات التي تحتوي على فراشات محنطة تستخدم كهدايا غالية الثمن، ومن ثم أصبحت هذه الهواية  مصدرا للرزق. مما شجعه على البقاء وتطوير مواهبه.

بدأت الأصبوحة بمعرض للفراشات تنوع بين قارورة تضم الورد الطبيعي الذي يحافظ على جماليته بشكل طويل الأمد مع صنف معين من الأحجار الكريمة التي تستورد من خارج البلد وكذلك الفراشة المحنطة، وقد  وصف الأوسي هذه الطريقة بالتحنيط الاخلاقي إذ أن عمر الفراشات الافتراضي هو ستة أسابيع 

فقط .

وقال إن هناك تحنيطا غير أخلاقي وهو أن تصطاد الفراشات خلال فترة حياتها الأولى. وأكد أنه يبتعد عنه  لأن هدفه إشاعة  الجمال لا القضاء على 

الفراشات.