{ الصباح } تواكب قوافل المساعدات إلى غزة

العراق 2025/02/16
...

 القاهرة: إسراء خليفة

رافقت "الصباح"، صباح أمس السبت، وفد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، برئاسة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة، إلى محافظة شمال سيناء المصرية الحدودية مع فلسطين، لمواكبة دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني. وعبّرت الشخصيات الممثلة في الوفد عن شكرها وامتنانها للدعم اللامحدود الذي قدمه العراق إلى إخوته في غزة طيلة الأشهر الماضية، مبينين أن العراق يعد من أكبر المتبرعين للقطاع المنكوب، وأن القمة العربية المرتقبة في بغداد ستكون نقطة تحول مفصلية في مسارات القضية الفلسطينية.

ورافق الوفد الذي زار شمال سيناء؛ نائب رئيس الوزراء المصري خالد عبد الغفار، ووزراء الصحة والإسكان ووزيرة التضامن الاجتماعي المصرية مايا مرس، كما تفقد المكتب التنفيذي لكل من وزراء الشؤون الاجتماعية والصحة العرب قوافل المساعدات والخدمات الإغاثية لدعم أهالي قطاع غزة، وأطلق المكتب قافلة مساعدات من العريش لغزة لدعم أهالي القطاع، تنفيذاً لقرارات 

المجلس .

وتفقدت بعثة الجامعة العربية مخزن الهلال الأحمر المصري الرئيس للمساعدات الإنسانية بمدينة العريش، وكذلك قوافل المساعدات الإنسانية والخدمات الإغاثية بمعبر رفح البري، كما تم تفقد المخزن الجمركي التابع للهلال الأحمر المصري بالعريش ومستشفى العريش، والاطلاع على خدمات المستشفى والاطمئنان على

 المصابين.


جهود الهلال العراقي

وأكدت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري الدكتورة آمال إمام في حديث لـ"الصباح"، أنه "لأول مرة تتبرع دولة عربية في التاريخ للشعب الفلسطيني بحجم التبرعات التي قدمتها حكومة وشعب العراق، فكانت من أوائل المتبرعين والمانحين لدعم الجهود التي نقوم بها لإنقاذ أهالي غزة المنكوبة، إذ أرسلت شحنة تحتوي على 10,000,000 لتر من النفط

 العراقي".

وشكرت إمام "التعاون الكبير الذي أبداه الهلال الأحمر العراقي في تقديم المساعدات الكبيرة للشعب الفلسطيني من خلال الهلال المصري"، مبينة أن "هذه المساعدات العراقية مستمرة، وننتظر شحنة جديدة من البترول 

العراقي".

وقالت: إن "هناك تعاونا منقطع النظير مع الهلال العراقي، والحقيقة أنه كان هناك دعم كبير داخل قطاع غزة، وبالأخص استمرار عمل أسطول الإسعاف التابع إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، من خلال هذا التعاون النادر بين الهلال الأحمر العراقي والهلال الأحمر المصري، الذي كان دوره تسلم هذه المساعدات والشحنة، وهذه أول مرة في تاريخ المساعدات الإنسانية، التي يكون فيها تبادل للوقود من ثلاث جمعيات وطنية".

وأوضحت إمام أن "هناك جهودا كبيرة بذلت لتوصيل البترول العراقي للجانب الفلسطيني".


حديث الجامعة العربية

من جانبه، كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، في جوابه عن سؤال "الصباح"، عن النية لوضع بند في مشاريع قرارات القمة العربية الـ34 المزمع انعقادها في بغداد أواخر نيسان المقبل، يخص تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.

وقال زكي: إن "دفعة المساعدات التي قدمتها الجامعة العربية أمس السبت إلى قطاع غزة، ما هي إلا مساهمة متواضعة ورسالة دعم لقطاع غزة في إطار دور كبير للهلال الأحمر المصري".

وأضاف على هامش زيارة إلى مخازن الهلال الأحمر بالعريش، أن "الجامعة العربية لم تتوان عن دعم الفلسطينيين"، معربا عن سعادته "بتقديم الجامعة العربية لأي قدر من الدعم للشعب الفلسطيني خاصة أهالي غزة".

وأبدى امتنانه البالغ "للجهود التي يبذلها فريق الهلال الأحمر مع وفد الأمانة العامة للجامعة العربية لتوصيل المساعدات بهذه الصورة المنظمة". 

وأشاد زكي، بالدعم المقدم من الدول العربية لسكان غزة، موضحا أن "الدول العربية تقدم المساعدات بأشكال وكميات مختلفة، وهو ما يعكس التضامن الكبير مع سكان القطاع".

بدوره، أوضح السفير سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين بالجامعة العربية، أن "قمة بغداد المرتقبة ستكون مفصلية وستخرج بمبادرات وقرارات مهمة تخص فلسطين، وهذه المبادرات ستكون كبيرة وأساسية وستساعد الشعب الفلسطيني وخصوصا أهالي غزة".

وقال أبو علي لـ"الصباح": إن "قمة بغداد ستكون قمة فلسطين وستكرس قراراتها لخدمة القضية"، كما قدم شكره لـ"المساعدات الكبيرة التي تصل يوميا من الشعب العراقي للشعب الفلسطيني، وكذلك التبرع بالبترول لإنقاذ أطفال غزة".


قمة بغداد المرتقبة

سفير فلسطين ومندوبها في الجامعة العربية مهند العكلوك، قال في حديث لـ"الصباح": إن "جميع الشعوب العربية تأمل من قمة بغداد أن تكون قمة ناجحة وتقدم مبادرات كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني، ونحن متأكدون من ذلك".

وأوضح أن "الحكومة العراقية أجرت اتصالات واسعة مع القيادة  الفلسطينية، وأكدت أن القمة ستكون مكرسة لفلسطين بشكل أساس، كما أن القمة لن تغفل عن القضايا العربية الأخرى"، مبينا أن "الإخوة في العراق أبلغوا القيادة الفلسطينية بأن طلبات الشعب الفلسطيني مجابة، وأن القيادة العراقية جاهزة لتضمينها في قرارات القمة العربية". 

وأضاف العكلوك، أن "العراق تاريخيا يقف داعما قويا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ونحن ننتظر من قمة بغداد الابتعاد قليلا عن مجرد طلب المساعدة من الولايات المتحدة الأميركية، أو التفاوض حتى على إدخال كرفانات وجرافات"، موضحاً أن "هناك ما يقرب من 500,000,000 مواطن عربي، وهناك 22 دولة عربية لديها قدرات في كل المستويات؛ قدرات اقتصادية وشعبية، لذلك نتمنى أن نكون قوة كبيرة ضد الكيان الصهيوني، ونحن ننتظر أن يعبر عن هذه القوة العربية والتفرد العربي في العالم لدعم القضية الفلسطينية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين، ووقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني".