بغداد: سرور العلي
بفضل ما يزخر به من معالم دينيَّةٍ وتاريخيَّة، يمتلك العراق إمكاناتٍ هائلةً لتطوير السياحة الدينيَّة كرافدٍ اقتصاديٍّ مهمٍّ. تُشير الإحصائيات إلى أنَّ أكثر من (21) مليون زائرٍ شاركوا في الزيارة الأربعينيَّة الأخيرة، بينما تجاوز عدد زائري كربلاء المقدَّسة خلال زيارة النصف من شعبان (5) ملايين زائر. هذه الأعداد الضخمة تُبرز الدور الكبير الذي يُمكن أنْ تلعبه السياحة الدينيَّة في دعم الاقتصاد الوطنيِّ. ويؤكّد خالد الثرواني، من أعلام العتبة العباسيَّة المقدَّسة، أنَّ محافظة النجف الأشرف، التي تضمّ مرقد الإمام عليّ بن أبي طالب، وكذلك الأماكن المقدَّسة في الكوفة وكربلاء، تشهد زياراتٍ ضخمةً خلال المناسبات الدينيَّة تُسهم في تنشيط قطاعاتٍ كبيرةٍ مثل الفنادق والمطاعم والنقل، والصناعات اليدويَّة، مما يجعلها جاذبةً ليس فقط للسيّاح المحليين بل أيضاً للسيّاح الأجانب.
الخبير الاقتصاديُّ صالح الهماشي أكّد في حديثه لـ"الصباح" أنَّ السياحة تُعدّ مورداً اقتصادياً مهمّاً في معظم دول العالم، إذ تعتمد العديد من البلدان على هذا القطاع في تمويل إيراداتها الداخليَّة وتنشيط القطاعات الأخرى مثل النقل والفندقة والتجارة. وأضاف الهماشي أنه على الرغم من الموروث السياحيِّ الكبير الذي يمتلكه العراق، إلّا أنَّ البلاد بحاجةٍ إلى خطةٍ سياحيَّةٍ واضحةٍ ومدروسة تشمل تطوير البنية التحتيَّة، لتُصبح السياحة الدينيَّة مصدراً مهمّاً للإيرادات غير النفطيَّة.