مشاريع العتبة الحسينيَّة

الأولى 2025/02/16
...

 كتب رئيس التحرير:


ما تقوم به العتبة الحسينيَّة المقدَّسة من مشاريع كبرى متلاحقةٍ لخدمة المجتمع، والشرائح الفقيرة منه خاصَّة، يُشكّل حالةً مثاليَّةً في التخطيط واستثمار الموارد الماليَّة وتحرِّي النزاهة ووضوح الأهداف. وهي حالة من الواجب دراستها والبناء عليها وترسّمها لتكون النموذج الاقتصاديَّ الذي تضعه سائر المؤسَّسات أفقاً لبلوغه. عددٌ وافرٌ من المشاريع يبدأ من معامل لصناعة الورق والكرتون ولا ينتهي بمعامل صناعة الأدوية ومعامل كبرى لصناعة الحديد والصلب، مروراً بمشاريع المطاحن والمخابز والمقالع وبناء المجمّعات السكنيَّة الضخمة. قبل يومين كنتُ في ضيافةٍ كريمةٍ من قبل ممثل المرجعيَّة الدينيَّة العليا في كربلاء والمتولي الشرعيِّ للعتبة الحسينيَّة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ واطلعتُ على ما نُفّذ من مشاريع وعرفتُ أنَّ مشاريع أخرى أكثر عدداً وأكبر حجماً وفائدةً هي في طريقها لأنْ ترى النور. الطريقة التي استطاعتْ بها كوادر العتبة الحسينيَّة أنْ تجتاز العوائق المعتادة التي تعترض الاستثمار كالبيروقراطيَّة واستثمار العنصر البشريِّ وتوفير الأموال من قبل المستثمرين، هي الطريقة التي يجب أنْ تكون نصب أعين من يُريد اختصار الطريق وابتكار أساليب غير تقليديَّةٍ في الدخول على خط العمل الجادّ وتحريك عجلة التنمية. الخدمات التي تُقدّمها العتبة، ولنأخذ الخدمات الصحيَّة على سبيل المثال، غير مسبوقةٍ عراقياً وربّما عربياً، لجهة توفر أحدث الأجهزة فيها إضافةً إلى كونها غير ربحيَّة. وما يقال عن الخدمات الطبيَّة يمكن قوله أيضاً عن خدمات التعليم والزراعة والصناعة التي تُقدّمها كوادر العتبة الحسينيَّة.

ما تفعله العتبة غير مسبوقٍ ويجب أنْ يكون محرّضاً للآخرين.