بعقوبة : عذراء المسعودي
في مدينة بعقوبة، في ديالى، يقف معهد نور الإمام الرضا للمكفوفين وذوي الإعاقة البصرية كأحد المرافق التعليمية الفريدة من نوعها. أسسته منظمة المكفوفين بدعم ورعاية من العتبة الحسينية المقدسة، ليكون بمثابة ملاذٍ آمن وطاقة من الأمل للمكفوفين في المنطقة. يتوافر المعهد على جميع المستلزمات التعليمية الحديثة التي تتيح للطلاب المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية تعلم العديد من المهارات والمعارف.
من خلال المعهد، يتمكن المكفوفون من تلقي تعليم مجاني يشمل جميع المراحل الدراسية، بدءًا من الصفوف الأولية وحتى مرحلة المسرع. وفقًا للأستاذ هشام محمد حسين، مدير المعهد، يعتمد المنهج الدراسي على منهاج وزارة التربية، حيث يتعلم الطلاب الكتابة والقراءة وفق طريقة برايل، كما يتم تدريس مواد سمعية خاصة لتيسير التعليم. المعهد يوفر أيضًا إمكانية محو الأمية ومساعدة الطلاب المكفوفين على مواصلة التعليم حتى دخول الجامعات.
يهتم المعهد بتدريس طلابه مجالات متعددة تشمل الحاسوب واللغة الإنجليزية والفن والأدب، والشعر، إضافة إلى دعم مهاراتهم الاجتماعية. إيمان العتبي، مسؤولة العلاقات العامة في المعهد، تؤكد على أهمية الفعاليات والأنشطة التي تقام للطلاب، مثل الرحلات إلى الحدائق والمنتزهات، بهدف تعزيز اندماجهم بالمجتمع ومساعدتهم على التغلب على التردد والخوف من التفاعل مع الآخرين.
الأستاذ علي حيدر، أحد معلمي المعهد والمكفوف أيضًا، يشعر بالفخر عندما يرى تطور طلابه. يقول إنه لا يكتفي فقط بتعليمهم المواد الدراسية، بل يساعدهم على تحسين حياتهم النفسية والعاطفية، ويشعر بالارتياح كونه قادرًا على التواصل معهم وفهم مشاعرهم. من خلال تعليم طريقة برايل، القراءة، الكتابة، والحاسوب، يساهم في تمكين هؤلاء الطلاب من اكتساب مهارات حياتية قيمة.
بينما يواجه الطلاب بعض التحديات في البداية، إلا أن عزيمتهم تتفوق على الصعاب. إبراهيم إياد، أحد الطلاب، يروي كيف تغلب على صعوبة تعلم طريقة برايل، مؤكدًا أنه يسعى لتحقيق حلمه بأن يصبح مدرسًا لتعليم برايل لأقرانه من المكفوفين. أما محمد حسين، فوجد في المعهد مكانًا لتطوير مهاراته، وخاصة في الحاسوب، وأصبح لديه حلم بأن يصبح مدرسًا للحاسوب في المستقبل.
