أربيل : سندس عبد الوهاب
شهد معرض أربيل الدولي للصحة توقيع عدة عقود واتفاقات هامة مع مستثمرين محليين ودوليين لإنشاء مشاريع صحية تهدف إلى تقليل الإنفاق على السياحة العلاجية خارج العراق وتوفير فرص عمل في القطاع الصحي. استمر المعرض لمدة أربعة أيام، بمشاركة أكثر من 150 شركة محلية ودولية من 10 دول حول العالم.
وأوضح مدير المعرض، كوران سعد، في تصريح لـ "الصباح"، أن هذا المعرض يُعدُّ الأول والأكبر من نوعه في العراق، حيث شهد حضور أكثر من 40 ألف زائر من داخل وخارج الإقليم، بمن فيهم 5,000 زائر أجنبي من دول مثل تركيا وإيران والصين والسعودية والإمارات والبرتغال والولايات المتحدة الأميركية والهند والأردن والمجر. وأضاف سعد أن المعرض لم يقتصر على عرض أحدث التقنيات في المجال الصحي فقط، بل كان أيضاً منصة لتبادل المعلومات والخبرات حول الاستثمارات في القطاع الصحي.
وأشار سعد إلى أن المعرض يهدف إلى عرض أبرز الابتكارات الطبية والتقنيات الحديثة في إدارة النظم الصحية، كما يُسهم في تعزيز الوعي الصحي بين الزوار. وقال إن المعرض أسهم في تعزيز ثقافة التوعية الصحية، مشيراً إلى أهمية التعاون بين حكومة الإقليم ووزارة الصحة وهيئة الاستثمار لجذب المستثمرين المحليين والدوليين إلى القطاع الصحي، فضلاً عن تقديم تسهيلات للمشاريع الصحية التي تخلق فرص عمل للآلاف في هذا المجال.من جهته، أكد مستشارو المعرض أن القطاع الصحي يُعتبر من الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي، حيث يُسهم في رفع مستوى المعيشة من خلال تقديم خدمات صحية متطورة. وقد تناول المعرض أهمية الخدمات الصحية في تعزيز الاقتصاد الوطني، لاسيما في مجالات الرعاية الصحية الرقمية، التي تعدُّ أولوية كبيرة للمستثمرين في الوقت الحالي.
في ما يتعلق بالصناعات الدوائية، أكد المسؤولون في المعرض أن الإقليم اكتسب خبرات لأكثر من 12 عاماً في هذا القطاع، ما يعزز القدرة على تطوير مشاريع استثمارية جديدة لسدِّ احتياجات السوق المحلي.
وأشاروا إلى أن وجود السوق الواسعة والموارد البشرية المدربة يُعتبر من العوامل الرئيسة التي تشجِّع على الاستثمار في الصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية في الإقليم.
أوضح القائمون على المعرض أن وجود مخازن الشحن في مطاري أربيل والسليمانية الدوليين يُعدُّ من المقومات الرئيسة التي تُسهم في تسهيل حركة المواد الأولية والمنتجات، مما يعزز عملية الإنتاج والتجارة في القطاع الصحي. كما أن توفير الأيدي العاملة من خريجي الجامعات والمعاهد الطبية والتقنية يعدُّ ركيزة أساسية في نجاح المشاريع الاستثمارية الصحية في الإقليم.
يُعتبر معرض أربيل الدولي للصحة نقطة انطلاق مهمة نحو تحفيز الاستثمارات في القطاع الصحي، ويعكس التزام حكومة الإقليم بتطوير هذا القطاع الحيوي، والذي يُعدُّ عنصراً أساسياً في التنمية الاقتصادية المستدامة. من خلال تعزيز التعاون مع المستثمرين المحليين والدوليين، يُمكن للعراق أن يحقق نقلة نوعية في تقديم خدمات صحية عالية الجودة، ويُقلل من الاعتماد على السياحة العلاجية خارج البلاد، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي والقطاع الصحي.