القانون لا يحمي المسعفين!

الأولى 2025/02/17
...

 بغداد: مقتدى أنور


على الرغم من التوجيهات التي أصدرها مجلس القضاء الأعلى لحماية المسعفين من الملاحقة القانونيَّة في حالات الطوارئ، إلّا أنَّ المخاوف ما زالتْ تحول دون تدخّل الكثيرين في حوادث السير. هذه المخاوف تدفع المواطنين إلى التردّد في تقديم المساعدة، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحيِّ للمصابين.

يستعرض المواطن كرار رياض تجربته الشخصيَّة قائلاً: "رغبتُ في مساعدة مصابين في حادثٍ مروريّ، لكنَّ الخوف من التورّط في الحادث أو العواقب العشائريَّة كان أكبر." تلك المخاوف، حسب الخبراء، تؤدّي إلى تأخير الإسعاف، ما يزيد من فرص تفاقم الإصابات أو حتى الوفاة.

الأطباء يؤكدون أنَّ تأخير التدخّل الطبيِّ في حوادث السير يمكن أنْ يُضاعف المخاطر الصحيَّة، مثل النزيف الحادّ أو الكسور التي قد تؤدّي إلى إعاقاتٍ دائمة. وفي هذا السياق، يرى المختصّون أنَّ نشر الوعي بشأن الإسعافات الأوليَّة وتثقيف المجتمع ضرورةٌ ملحَّة لتشجيع المواطنين على التدخّل السريع.

من جانبٍ آخر، يُشير الخبراء القانونيون إلى أنَّ القوانين العراقيَّة تحمي المسعفين من الملاحقة القانونيَّة ما داموا يتصرّفون بحسن نيَّة. ومع ذلك، يظلّ الخوف من الملاحقة العشائريَّة عقبةً رئيسةً.

في هذا الإطار، يطالب العديد من المتخصِّصين بتشريع قوانين واضحةٍ لحماية المسعفين، وزيادة توثيق الحوادث عبر كاميرات المراقبة لتجنّب الاتهامات العشوائيَّة. خطواتٌ كهذه ستكون حاسمةً في تعزيز ثقافة التكافل الاجتماعيِّ وتشجيع المواطنين على المساعدة في إنقاذ الأرواح.