ثلاثة لاعبين وحارس مرمى.. صيدلي وطبيبا أسنان وروائي

الرياضة 2025/02/18
...

  لقاء: د عدنان لفتة


معلّم الرياضة الذي تألق مدافعاً صلباً في الملاعب هو والد حنون أنشأ أسرة عامرة بالأخلاق والقيم التي تربّى عليها وغذاها لأولاده منذ إشراقة حياتهم. 

إنه المدافع الدولي عادل نعمة لاعب الطلبة والمنتخب الأولمبي عام (1996) ومدرب النفط الحالي والحدود السابق.  

بدأ حياته موسم (1985) ضمن أشبال وناشئي الشرطة وانتقل بعدها إلى شباب النفط والفريق الأول للنفط ثم انتقل للطلبة لتمثيله من (1993 إلى 2001) احترف بعدها في الإمارات مع نادي الساحل الأحمر بدوري الشركات قبل عودته للعب لنادي الصناعة موسمي (2004 و2005).


معلم الرياضة

امتهن تعليم الرياضة في مدرسة المربد الابتدائية بمدينة الصدر تجسيداً لتخصصه خريجاً في كلية التربية الرياضية جامعة بغداد بشهادة البكالوريوس، ولاعباً فذاً مع الجيل الذهبي للطلبة منتصف التسعينيات، عمله التدريبي بدأ عام (2006) مع المرحوم محمد الشيخلي مع نادي الصناعة، وأول تجربة له كمدرب أول عام (2007) مع نادي الحدود وقادهم للتأهل إلى دوري النخبة لأول مرة بتاريخ النادي، وتنوعت تجاربه التدريبية الأخرى مع أندية نفط ميسان ونفط الوسط والطلبة والقاسم وحالياً النفط، وعمل مساعداً مع رحيم حميد بمنتخب الشباب. 


أفضل إنجاز

الإنجاز الأكبر لنعمة لاعباً فوزه بالوسام الفضي مع الطلبة ببطولة كأس الكؤوس الآسيوية والمركز الثاني في الدوري ولقب واحد ببطولة النخبة. 

وفي عالم التدريب فإن الإنجاز الأروع له قيادته العراق لإحراز الوسام الذهبي للبطولة العربية المدرسية في نسختين متتاليتين في بيروت عام (2010) والكويت عام (2012)، وهو إنجاز ثمين يحسب لبصمات المدرب الشاب واللاعبين المواهب الذين اختارهم للفوز باللقبين. 


زواج مبكر

خلافاً لأغلب اللاعبين الذين يتأخرون في الزواج تزوّج عادل مبكراً عام (1997) بعد إخفاق العراق في التأهل لنهائيات أولمبياد أتالانتا (1996). شريكة حياته ليست من أقاربه وليست رياضية فهي خريجة بكالوريوس إدارة مصرفية تفرغت للمساهمة مع زوجها في إنشاء أسرتهم التي ازهرت بولادة ولدهم الأول منتظر عادل نعمة عام (1998) وهو الآن بفضل والديه دكتور صيدلاني ولاعب لنادي الكهرباء وقد تزوّج عام (2024).

ما أجمل أن تضيء الأسرة بتخصص آخر غير الرياضة بموهبة منتظر المجتهد في دراسته والحريص على تتويج جهد عائلته وتثمين عطائها الخلاق، وهو يقضي أغلب أوقاته خارج أوقات التدريبات في صيدليته بمنطقة الأمين بالعاصمة بغداد.

منتظر لا يلعب في خط الدفاع كما هي حال أبيه، إنه أحد أبرز لاعبي الكهرباء كجناح وسط يمين أو يسار لإجادته أدوارهما ببراعة.


 أديب وروائي

ثاني أولاد عادل نعمة هو مصطفى من مواليد (1999) بكالوريوس تربية بدنية وعلوم الرياضة/ جامعة بغداد، يعمل صحفياً ومراسلاً رياضياً في قناة الجنوب الفضائية ومجلة الخليج السعودية ككاتب للقصص والمقالات الأدبية. 

وكان حارساً للمرمى في فريق القوة الجوية ضمن الفريق الفائز باللقب عام (2017) ومثل فرق الإسكان والحدود، لكنّه ترك المجال الرياضي وتفرّغ للأدب، ولعل أفضل ما حققه هو كتابته مسلسل العشرة بطولة آلاء حسين وخليل فاضل خليل، إذ أشاد النقاد بنصوص المسلسل الذي غاص في أعماق الحب والحرب والفقدان والحياة والمرأة والشغف. 

كان واحداً من أفضل الأعمال الدرامية التي ستبقى عالقة في الأذهان بفضل الأسلوب الحواري والقصة الواقعية المتشكلة من رحم سنواتنا اللاهبة. 


طبيبا أسنان

عائلة عادل نعمة شهدت ولادة طبيبي الأسنان فاطمة من مواليد (2001) بكالوريوس طب وجراحة الأنسان، تعمل طبيبة أسنان ولها عيادتها الخاصة في منطقة العبيدي ببغداد وشقيقها علي من مواليد (2003) بكالوريوس طب وجراحة الأسنان أيضاً وعيادته في منطقة زيونة وهو لاعب في نادي التجارة كمدافع يسار.

عباس من مواليد (2004) طالب سادس أدبي ويلعب في نادي الكهرباء كمدافع يمين. 

أحمد آخر العنقود طالب في الصف الثاني المتوسط.


الالتزام دائماً

المدرب المشهور بأعصابه النارية في المباريات واعتراضاته ضد الحكام، هادئ جداً داخل البيت ويقوم بعد كل مباراة بالاجتماع مع أولاده لتفقدهم ويسألهم عن مستويات الفرق التي يمثلونها وكيف كان أداء كل منهم. ويوصيهم بالدوام بالاحترام والالتزام.. ولا ينفك يوبخهم إذا تأخر أي أحد منهم في العودة إلى البيت بعد الساعة (11) ليلاً. 


بيت واحد

المدرب عادل نعمة يعيش مع أولاده تحت سقف بيت واحد يجمعهم جميعاً وتقليدهم العائلي الثابت أن يجلسوا إلى المائدة عند الغداء والعشاء دون تأخر أي فرد فيهم عن الجلسة العائلية التي تجمعهم كل يوم. 

والسر الذي يجمعهم أنَّ أغلب أفرادها يشجعون محلياً الزوراء بشكل لا يوصف وأمنية نعمة أن يجد أحد أولاده يوماً لاعباً في هذا الفريق الكبير. 

وعالمياً جميع أفراد العائلة يشجعون نادي برشلونة الإسباني ومتعصبون له وللاعبيه وإنجازاته. 

 طموحات المدرب نعمة أن يقف النفط في المراكز الستة الأولى لدوري نجوم العراق وأمنية واحدة يطمح إلى تحقيقها الأولاد منتظر وعباس وعلي هي تمثيل المنتخب الوطني في بطولة كأس العالم في حال تأهّل العراق إلى النهائيات وهو أمر يرونه مسألة وقت ليس إلا.