مرموش يُشعل حماسة المصريين بانتقاله لسيتي

الرياضة 2025/02/18
...

  القاهرة : أ ف ب

 

 داخل مقهى مزدحم في منطقة مصر الجديدة شرقي القاهرة، تتسمر العيون خلف الشاشات بانتظار دخول المهاجم المتألق عمر مرموش، المنتقل أخيراً إلى مانشستر سيتي الإنكليزي، إلى أرض الملعب.


 وفي الدقيقة (84)، يدخل الدولي المصري أخيراً إلى أرض الملعب لمواجهة ريال مدريد الإسباني الثلاثاء الماضي، ضمن ذهاب الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، لخوض باكورة مبارياته ضمن المسابقة المرموقة.

ينفجر المقهى بالهتافات ويعلو ضجيج القبضات على الطاولات. وينضم حتى مشجعو ريال إلى موجة الفرح، وهي أصبحت مزدوجة لهم بعد أن فاز “الملكي” (3 – 2) في الوقت القاتل على ملعب سيتي “الاتحاد”، غير أنَّ ما يجمع الجميع داخل المقهى هو محبة مرموش. ويقول المشجع عبد الرحمن طارق (25 عاماً): “جئت اليوم فقط لأشاهده».

وتابع وعلامات الفخر واضحة على وجهه “مرموش أصبح في مانشستر سيتي، إنه أمر كبير جداً».

وفي حين أنَّ مشاركته اقتصرت على بضع دقائق، إلا أنَّ انتقاله إلى صفوف بطل إنكلترا في المواسم الأربعة الماضية أثار صخباً كبيراً على مستوى البلاد الشغوفة جداً بكرة القدم.

وبين النقاشات الحامية داخل المقاهي إلى الرائجة على مواقع التواصل الاجتماعي، يتم الاحتفاء بشدة باسم مرموش إلى جانب مهاجم ليفربول محمد صلاح.


موسم صعب 

يعول سيتي الذي يعاني في الدوري الإنكليزي حتى لحجز مركز مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا بشدة على مرموش (26 عاماً) لضخ طاقة جديدة في الفريق.

انضم مرموش إلى سيتي قادماً من أينتراخت فرانكفورت الألماني في صفقة مدتها أربع سنوات ونصف السنة مقابل (72.6) مليون دولار أميركي.

ويأتي قدومه في ظل تحديات جمة تُواجه سيتي الذي يبتعد بفارق (15) نقطة عن ليفربول المتصدر.

وقال المدرب الإسباني بيب غوارديولا بعد مشاركة مرموش الأولى أمام تشلسي (3 - 1): إنه “سعيد للغاية بما شاهدته حتى الآن” من الدولي المصري.

وقال المحلل الرياضي خالد طلعت: “ربما قد لا يصل مرموش إلى قمة مستواه على وجه السرعة».

وأضاف “قد يظهر تأثيره الحقيقي في الموسم المقبل عندما يندمج أكثر مع الفريق وعندما يحدد له غوارديولا دوراً واضحاً».

وُلد مرموش لأبوين مصريين يحملان الجنسية الكندية، وبدأ مسيرته الكروية في نادي وادي دجلة بالقاهرة.

أدرك أحمد حسام “ميدو”، مهاجم منتخب مصر وتوتنهام الإنكليزي السابق والذي تولى تدريب الفريق الأول لنادي وادي دجلة في عام 2016، إمكاناته في وقت مبكر “مرموش سيكون مفاجأة كرة القدم المصرية».


انتقل مرموش إلى ألمانيا في سن مبكرة، إذ شارك مع فولفسبورغ قبل أن يطوّر مهاراته في البوندسليغا مع شتوتغارت وفرانكفورت، وصولاً إلى انتقاله الكبير إلى سيتي هذا الشتاء.


صلاح آخر؟ 

أدت صفقته المدوية إلى إطلاق مقارنات سريعة بينه وبين مواطنه صلاح النجم الأبرز للكرة المصرية دون منازع. يقدم صلاح موسماً مميزاً آخر بقميص الـ”ريدز”، مسجلاً (21) هدفاً في (23) مباراة بالدوري هذا الموسم.

ألهمت رحلة اللاعب البالغ (32) عاماً من نجريج، وهي قرية متواضعة في محافظة الغربية، إلى النجومية العالمية في ليفربول، الملايين من الناس.

يعد النقاد الرياضيون أنه “من غير المنصف مقارنة” مرموش بصلاح في هذه المرحلة، مشيرين إلى أنه في بداية رحلته الواعدة.

وقال طلعت: “صلاح كان عليه أن يكافح كي يحصل على وقت للعب مع تشلسي عندما وصل لأول مرة إلى إنكلترا بينما بدأ مرموش سريعاً في خوض المباريات مع مانشستر سيتي، وهو يعني أنَّ غوارديولا يرى إمكانات فيه».

وحتى صلاح دعا إلى توخي الحذر، منوهاً بأنَّ مثل هذه المقارنات قد تؤدي إلى ضغوط غير ضرورية.

وقال صلاح في معرض للكتاب أقيم في الإمارات في تشرين الثاني: “دعوه يعش تجربته الخاصة ويستمتع بها».


يتفق مرموش مع كلام صلاح.

وقال في برنامج تلفزيوني الشهر الماضي: “صلاح هو أفضل لاعب في تاريخ مصر».

وتابع، “لكن في الوقت نفسه، لا أريد أن أكون محمد صلاح التالي. أريد أن أكون عمر مرموش وأن أصنع قصتي الخاصة».


أعطوه الوقت

وبمعزل عن تشابه رحلتهما، إلا أنَّ أسلوب لعبهما أيضاً يبرز اختلافات بينهما على أرض الملعب.

ويتميز صلاح بسرعته المذهلة وقدرته على إنهاء الهجمات بشكل قاتل وقدرته على تحويل مجرى المباريات. بينما يعد مرموش أكثر تنوعاً، ويُظهر ارتياحاً أكثر في اللعب بين الخط الهجومي والتراجع نحو العمق للمساهمة في بناء الهجمات من الوسط.

وداخل مقهى بمصر الجديدة، بدأ بعض المشجعين بتنصيب مرموش باعتباره أعظم لاعب قادم في مصر، بينما يصر البعض الآخر على أنَّ هناك ملكاً واحداً فقط.

فبالنسبة لياسين أحمد (19 عاماً)، فإنَّ الدعم، لا المقارنات، هو ما يهم الآن.

ويقول “يجب أن نكون داعمين لأي لاعب مصري فهو ابن بلدي ولاعب مميز ويجب أن نصبر عليه».