أمستردام : آمنة عبد النبي
كل حاجة هنا تُباع بنصفِ ثمنها، هذا هو الشعار التسويقي الذي ترفعه سلسلة أسواق «فلوماركت» المنتشرة في هولندا والتي تشبه البازار المتنوع بزواره وثقافاته ومعروضاته، حيث تحظى تجربة الفلو ماركت في عموم أوروبا بإقبال شديد، ليس فقط لشراء وابتياع السلع المنزلية والملابس ذات العلامات التجارية والمجوهرات والأثاث الذي قد يكون باهظ الثمن في المتاجر وكذلك الصناعات اليدوية وغيرها، وإنما تعد ظاهرة سياحية وجزءاً من ثقافة المملكة.
السائح مصطفى الحمداني، يقول: تجربة تسويقية في الهواء الطلق، إذ تعد جزءاً من ثقافة البلاد، يتم عقدها مرة أو مرتين فقط في السنة في بعض المدن ولها جو خاص بها، كانت رائعة في المملكة وفيها تنوع لطيف، طبعاً يدير هذه الأسواق متطوعون، وتزدحم تصاعدياً حيث يتدفق هنا الكثير من الناس من المدينة ومحيطها، وأحيانًا الكثير من السياح، طبعاً التهيؤ لها يحتاج جواً خاصاً، والأشخاص الذين يقررون التخلص من الأشياء غير الضرورية وخوض التجربة يستيقظون مبكراً ويتوجهون للأسواق محملين بالبضائع. في حين عدت تارا صالح وهي فنانة تشكيلية مغتربة، الأسواق الشعبية متنفساً سياحياً لكل الطبقات ولا غنى عنها، فهي تُشبه الأسواق الشعبية في بلادنا، أي لكل حاجة ما يلبيها، ولكل ميزانية هنا ما يناسبها، ويقصدها الناس غالباً المرتبطون بأشغال طوال باقي الأيام، وهي بديل مناسب عن السوبرماركت والمحال العربية، يقصدها عامة الناس ومن كل المستويات، أنا شخصياً أعشق فيها التفاصيل القديمة والانتيكات، وكذلك فيها فعاليات فنيّة ورقصات وعزف لثقافات متنوعة. أما الكاتب الهولندي راجي سلطان، فبين أعشق تجربة الفلوماركت وأعدها صديقة للبيئة وسياحة مجانية و دعماً مجانياً للاقتصاد، فبدل رمي الأغراض التي لا يحتاجها الناس يمكن تصريفها بهذه الأسواق وبيعها بسعر رمزي، فهناك يمكن شراء الملابس، والكتب، والألعاب، والإكسسوارات، وكذلك الأدوات المنزلية والتحف وغيرها، عادة يتم تنظيمها في عطلة نهاية الأسبوع، وتقسم الأماكن بالتعاون مع البلدية من قبل متاجر كبيرة متخصصة، وتعد غالباً كعطلة صغيرة مع موسيقى ممتعة وتقديم «الكوكتيلات» اللذيذة، والجميل أن هذه الأسواق يتم الذهاب إليها بشكل گروبات، لأنها تعد مكاناً لطيفاً للتسكع مع الأصدقاء، وتناول الوجبات الخفيفة والاستماع إلى موسيقى يقدمها عازفون من جنسيات وثقافات مختلفة.
