بيروت: جبار عودة الخطاط
تنتهي اليوم الثلاثاء، الـ 18 من شباط؛ مهلة تواجد الجيش الصهيوني في جنوب لبنان، وفقًا للتمديد الذي قررته حكومة نتنياهو، والوقائع والتصريحات لا تشي بنيّة تل أبيب تنفيذ هذا الانسحاب بشكل كامل. الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون قال: إننا "نتابع الاتصالات على مختلف المستويات لدفعِ الكيان الصهيوني إلى تنفيذ الاتفاق والانسحاب في الموعد المحدد"
بينما شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنه "من غير المسموح بتاتاً أنّ يُقرّر العدو الصهيوني عنّا ولنا، كما يحاول في مسألة منع هبوط طائرات إيرانية في مطار الشهيد رفيق الحريري".
وكعادته يستمر الجيش الصهيوني في انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار وبوتيرة يومية، إذ ألقت مسيّرة صهيونية أمس الاثنين قنبلةً على منطقة قريبة من تجمع الأهالي في كفرشوبا، وكان من جملتهم رئيس البلدية قاسم القادري، وما من معلومات عن خسائر حتى الآن، بينما توغلت القوات الصهيونية نحو الأحياء السكنية في وسط البلدة وهي تطلق الرشقات الرشاشة أثناء عملية توغلها باتجاه المساحة الغربية لكفرشوبا في أطراف المقبرة، كما قام جيش الاحتلال بعمليات حرق مساكن المواطنين في بلدة عديسة الحدودية منذ الصباح الباكر.
كما استهدف الطيران الصهيوني سيارة عند الملعب البلدي بالقرب من الكورنيش البحري في صيدا، وقد تم انتشال جثمان شهيد من السيارة المذكورة، ونقلت إذاعة جيش العدو نقلا عن مصدر أمني صهيوني، أن المستهدف في الغارة على صيدا هو شخصية عسكرية في الجناح العسكري لحركة "حماس"، بينما أفادت تلفزة لبنانية عن مصدر أمنيّ، بأن المستهدف هو "محمد شاهين" عضو قياديّ عسكريّ مركزيّ في حركة "حماس"، وسجل الطيران الحربي المعادي تحليقه في أجواء النبطية وإقليم التفاح على علو متوسط.
في هذا الوقت، تواصل بيروت مواكبتها للحدث الساخن في جنوب البلاد، في مسعى سياسي لملاحقة الاعتداءات الصهيونية والعمل على انسحاب الجيش المعادي بشكل كامل اليوم الثلاثاء، إذ أكد الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون: أننا "نُتابع الاتّصالات على مختلف المستويات لدفعِ الكيان الصهيوني إلى التزام الاتّفاقِ والانسحاب في الموعد المحدّد، وإعادة الأسرى. وعلى رُعاة الاتّفاقِ أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدتنا". وأضاف أن "لبنان لا يقوم على مكوِّنٍ واحد، ويجب تضافر كلّ الجهود لإعادة بناء الثقة بين الدولة والشعب، وبين لبنان والعالم الخارجيّ".
إلى ذلك، نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الاثنين، أن "المرحلة الحالية للبنان حساسة ودقيقة، وأنّ الأزمة المستجدة في شأن الطيران الإيراني يجب أن تُعالج بمسؤولية وحكمة بعيداً من الإعلام والصخب"، محذرّا من أنّ "الأخطاء المتبادلة يمكن أن تأخذ البلد إلى توترات نحن في غنى عنها"، وإذ أكد بري "ضرورة أن تُحلّ هذه المشكلة عبر حوار مباشر من دولة إلى دولة بين لبنان وإيران"، فهو يُشدّد على أنّه "من غير المسموح بتاتاً أنّ يُقرّر العدو الصهيوني عنّا ولنا، كما يحاول أن يفعل في مسألة منع هبوط طائرات إيرانية في مطار الشهيد رفيق الحريري".
بينما أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي، هو الآخر، أنه "على الكيان الصهيوني أن ينسحب، وإذا لم ينفذ القرار الدولي فلا قيمة لكل الكلام من الدول الراعية لهذا الاتفاق، فهذه الدول هي المسؤولة أمام الرأي العام وأمام الشعب اللبناني والدولة اللبنانية بإلزام الكيان الصهيوني بالانسحاب الكامل من جميع الأراضي اللبنانية، وأن تثبت وقف إطلاق النار بشكل نهائي، وأن يكون هناك موقف حقيقي للحكومة اللبنانية تجاه كل ما يحدث في الجنوب من قبل العدو".
في غضون ذلك، أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، أنّ "وزير الخارجيّة عباس عراقجي أجرى محادثات بنّاءة مع نظيره اللبناني بشأن قضية الطائرة الإيرانية، وتم التأكيد على ضرورة اتخاذ القرار الأمثل من قِبل البلدين، من دون السماح لأي جهة خارجية بالتأثير في العلاقات الثنائية"، مؤكّدًا أن "المحادثات مستمرة للوصول إلى حل منطقي ومقبول للجانبين".