معرض الشباب يدوِّن الحضارة بفرشاة الأمل

الصفحة الاخيرة 2019/07/06
...

بغداد / رشا عباس 
شارك 51 فنانا شابا، بـ 72 عملا تشكيليا.. بين نحت وخزف ورسم، تنوعت أساليبها ومضامينها، في معرض الشباب الاول، الذي نظمته دائرة الفنون العامة، في وزارة الثقافة، تحت شعار "الفنانون الشباب إبداع متميز".
افتتح المعرض الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والاثار الدكتور جابر الجابري، الاربعاء الماضي.
أبدى الجابري سعادته، بإقامة معرض متخصص بالشباب: "يبشر بولادات فنية كبيرة، اذ تصفحنا خلاله لوحات رائعة برغم كونهم شبابا، لكن أعمالهم تجاوزت أعمارهم لترتقي الى التقارب مع الرواد امتدادا" داعيا الشباب الى أن يجعلوا من لوحاتهم مجالا للأمل والتفاؤل للمتلقي: "كل واحدة من هذه اللوحات بمثابة رسالة إلى آبائهم ومجتمعهم".
استعرضت الفنانة زبيدة فائز، قوة المرأة وشخصيتها في العصور السومرية.. امتدادا الى وقتنا هذا من خلال لوحة بعنوان "شبعاد" باعثة رسالة الى المتلقي مفادها ان: "ما تعانيه المرأة من عقبات وويلات هي اهل لها في تصديها لمعترك الحياة".  
فيما جسدت الفنانة زمزم حسين، مرفأ نشأتها الكرخ: "سلام يحيط بالوحة الكرخية.. وهي فتاة ترتدي الملابس الشعبية المتعارف عليها، حاملة في يدها طائر حمام يدعو الى السلام والامان". 
دمج الفنان صلاح مهدي معاني كبرى في لوحته التي تمثل العراق بلد الحضارات من قبيل التراث والعادات الجنوبية والطبيعة العراقية، ليبين ان الشاب العراقي لا يزال متمسكا بجذوره وان ماتفعل التكنولوجيا الحديثة، هو توفير إسلوب لإطلاع الشباب على عطاء الشعوب، بينما يبقى الغزل والحنين متأصلا فينا يعودالى جذور ترعرعنا فيها وعشنا في طياتها لتكون في النهاية مصدر الهامنا وعشقنا نتباها بها وسط الشعوب". 
برغم الجهود التي تقدمها الوزارة لتحريك عجلتنا لكننا لا نزال نعاني الخمول والتقوقع بمشاركاتنا التي لاتعطينا غير الخيبة؛ فلوحاتنا التي نبذل جهدا في اكمالها ونتراقص كالفراشات مع لونها، مستخرجين موضوعا للوحة، هي بالتالي حبيسة الجدار لانعرف مصيرها، هذا ما اشارت اليه الفنانة التشكيلية زينب دنبوس، متمنية على وزارة الثقافة ان تنشئ معرضا يسوق اعمالنا، لتعطي حافزا في استكمال مشوارنا الفني.
شاطرها الراي الفنان كرار بريسم، والذي اكد ان اليأس والحزن يسيطران على لوحاتهم كشباب؛ فهم بحاجة لمن يهتم بعملهم ويخرج به الى عالم اخر ليكون محفزا لانتاج اعمال اخرى تحاكي واقعنا لنقول: "العراق لا يزال ينبض بالوان الطيف وليس حبيس الظل والضوء".
وفي الختام وصفت الفنانة امال محمد، باللغة الصامتة الحروب ومافعلتة بافكارنا كشباب وجعلت مخيلتنا تدور وسط الاشباح والعيون الحاسدة التي تعرقل طريقنا وتمنع الحب من الدخول في بيتنا.