حقّ المشاهدة.. طفولة محاصرة بين جدران المحاكم

الأولى 2025/02/19
...

 بغداد : سعاد البياتي


تتفاقم معاناة أطفال المطلّقين في العراق بسبب الخلافات بشأن حقِّ المشاهدة، إذ يتحوَّل لقاء الأب بأطفاله إلى ساعاتٍ محدودةٍ مليئةٍ بالتوتّر والمشكلات. ورغم أنَّ القانون يُنظم هذه العمليَّة، إلّا أنَّ تداعياتها النفسيَّة والاجتماعيَّة على الأطفال تبقى عميقةً ومؤلمة.

أحمد شهاب، أحد المطلقين، يُعبِّر عن ألمه بسبب محدوديَّة الوقت المخصَّص لمشاهدة أطفاله مرَّتين شهرياً في منظمة مجتمعٍ مدنيّ، وهو ما يراه غير كافٍ لبناء علاقةٍ حقيقيَّةٍ معهم. من جهتها، تشكو ماجدة محمد، أمّ مطلقة، الضرر النفسيَّ الذي تتعرَّض له ابنتها بسبب الانقطاع عن المدرسة لحضور جلسات المشاهدة، فضلاً عن النزاعات التي تحدث خلالها.

القانون العراقيُّ، وفقاً لعضو هيئة انتداب محكمة منطقة الشعب سعديَّة فياض العزاوي، يسمح بالمشاهدة أربع مرّاتٍ شهريّاً مع إمكانيَّة اصطحاب الأطفال لمنزل الأب، بشرط أنْ يكون عمر الطفل أكثر من سنتين. ومع ذلك، فإنَّ عدم الالتزام بهذه الجلسات قد يُؤدّي إلى سقوط حقِّ المشاهدة.

من جانبه، يوضِّح القاضي المتقاعد سالم الموسوي أنَّ المشاهدة حقّ قانونيّ يهدف إلى الحفاظ على التواصل الأسريِّ، لكنَّ النزاعات بين الأبوين تُحوِّلها إلى تجربةٍ سلبيَّةٍ للأطفال.

الباحثة رنا مخلف تُحذر من الآثار النفسيَّة الخطيرة لهذه الممارسات في الأطفال، مشيرةً إلى أنَّ تزايد حالات الطلاق وطلبات المشاهدة يعكسان تراجع القيم الأسريَّة والدينيَّة. في ظلِّ هذه التحدّيات، يبقى الأطفال الضحيَّة الأكبر لخلافات الكبار، مما يستدعي إعادة النظر في الإجراءات القانونيَّة وتوفير دعمٍ نفسيّ واجتماعيّ لحماية مستقبلهم.