بغداد / هيفاء القره غولي
إحترف محمد سلمان الونداوي، الإخراج منذ صغر سنه، متأثرا بمن حوله، ليقدم اعمالا زاخرة بالتجدد.
وقال الونداوي لـ “الصباح” إنه واجه صعابا جمة، ليصل الى ماهو عليه، ومازال مستمرا بعطائه، مؤكدا: “الاخراج يأتي من محبة العمل، ويكمن في الموهبة والثقافة، داخل الشخصية” مشيرا الىانه من عائلة لا تنتمي للفن: “لكن في طفولتي التقيتبمخرجين، وأحببت الوسط الفني، متمرسا معهم؛ فتعلمت منهم وتتلمذت على ايديهم الى ان اصبحت مخرجا”.
وأضاف: “ارى ان شاهد العيان هو الاهم؛كوني عندما امر بحالة معينة واعيشالحدث افهم تفاصيله واعرف كيف اوصله الى المتلقي بطريقة صحيحة، وعندما اعرف رغبة وحاجة المتلقي وماذا يريد ساستطيع كسب تفاعله مع المادة الاعلامية التي أقدمها له” متابعا: “اعرف مسبقا ماهي رغبته وهنا سوف تصل رسالتي التي اريد ابلاغها”.
وبين المخرج محمد سلمان: “يتباين الخطاب بشأن الحدث نفسه من وسيلة اعلامية الى اخرى.. يختلف تماما؛فكل محطة لها رغبتها بايصال الخبر بطريقة ما،بحيث يتلاءم مع سياستها؛لان المحطات مسيرة من جهات تقودها” موضحا: “المشاهد واحد ولكن التوجه وبثالرسالة متعددان ومتباينان، ويعود الامر هنا للمتلقي نفسه،وحسب المحطة التي تتلاءم وافكاره”.
وعن طموحاته المؤجلة قال: “مازلت اتعلم ومستمرابالتعلم على الرغم من مسيرتي الطويلة في الاخراج.. 40 عاماوسأبقى بحاجة الى المزيد” متحدثا عن اكتشاف موهبته: “فطريا اكتشفت ميلي الى فن الاخراج، عندما كنت طفلا صغيرا، شاركتالعام 1979،في برنامج عالم الاطفال،وبتقديم زوايا،برنامج اخراج المرحوم طالب السعد”.
ويرى ان فلسفة الاخراج المعاصر اصبحتبالبحث عن الصورة المليئة بالتكنولوجيا والحركة: “والمشاهد لايحبذ الصورة الكلاسيكية حتى في الدراما” مشيرا الى وجود التقطيع السريع الذي لم يكن متوفرا انذاك: “اما الان فإن جملة واحدة في الدراما تقطع باكثر
من لقطة”.
وبشأن تنوع الاخراج من دولة الى اخرى نوه الى ان”لكل دولة ثقافتها الخاصة وخصوصيتها بالعمل،لكن هناك رسالة عامة حسب حاجة المجتمع الشرقي لها، فمثلا نختار موضوعا ما نتوجه به للمجتمع العربي ككل وليس للعراق فقط والعكس صحيح” موضحا: “التلفزيون فقد جمهوره بسبب هيمنة السوشل ميديا؛لان الحدث يبث على السوشل ميديا قبل التلفزيون” مشددا على اهمية العمل لاعادة اهميتهوتقديم مواد من شأنها ان تجعل المتلقي يرغب بالمشاهدة اكثر من السوشل ميديا.
واشار الونداوي الى ان “مرتكزات المنافسة الاخراجية تكمن في الاساس على الخبرة والعمل المتواصل والممارسة والتنوع والحداثة” كاشفا عن ابرز محطاته: “البدايةفي برامج الاطفال وبعدها التمثيليات وفي اذاعتي بغداد والشباب ثم تلفزيون العراقية”.
واضاف الونداوي: “حصلت هذا العام على جائزتين.. افضل عمل وثائقي في مهرجان القاهرة واخراج فيلم “قلب العرب” لافتا الى ان “النمط الاخراجي المفضل له، هو الكلاسيكي كونه مرغوباعند الجمهوراكثر من الاكشن المخصص للسينما”.
وافاد: “رسالتي الاخراجية هي العمل على مايريده الناس لا على ما يريد المخرج” مرجحا: “اغلب الجمهور ممتنع بسبب شاشات التلفزيون التي توصف بالرديئة المحتوى”.
ووصف محمد سلمان الونداوي: “الاخراج العراقي في الخارج جيد جدا؛ بدليل المشاركة في مهرجانات والحصول على جوائز” متابعا: “مقومات الإعلام الناجح هما السيناريو والاعداد، اللذان يوصلان المادة الى المخرج ليقوم على ضوئها بإتقانأدائه”.