الأغنيةُ التي نريدُ

الصفحة الاخيرة 2019/07/06
...

سامر المشعل
نشعر بزهو وبفرح داخلي عندما نسمع ونرى ان الاغنية العراقية، أخذت تنتشر عربيا وتخرج عن اطارها المحلي، بل تخطت حدود خارطة العالم العربي الى العالمية.. لتلقى رواجا ويتداولها المستمعون بفرح غامر، مبتهجين بالحان وايقاعات تداعب سمعهم للمرة الاولى.
يعود الفضل في انتشار الاغنية العراقية الى “ السوشل ميديا “ ومواقع التواصل الاجتماعي، الذي أصبح العراق جزءا مؤثرا في التواصل مع هذا العالم.
علينا ان لا نسرف في التفاؤل وتأخذنا العزة بالنصر، لان أغلب الاغاني التي أخذت بالانتشار هي عبارة عن اغاني بسيطة في بنائها اللحني وذات ايقاعات سريعة واهازيج وهوسات من الممكن ان يطلقها “ مهاويل “ وهذه غير قادرة على المكوث في الذاكرة، انما تكون أغنية موسمية تنتشر بسرعة البرق، ومع مرور الزمن تأخذ بالانحسار باستقبال موسم غنائي آخر. مثلما حصل عندما طغت الاغنية الجزائرية في ردح من الزمن، وايضا انتشر غناء الراب لفترة ثم اخذ بالانحسار.
السؤال الملح بهذا الصدد والذي يجب ان نتوقف عنده بامعان وتبصر :هل الغناء الذي يصل الى اسماع العرب والغرب، هو يمثل هوية وروح الغناء العراقي ؟!.
بالتأكيد الجواب سيكون بالنفي، فأغنية “ خالي .. ابن اختك هالمعرض “ التي وصلت لكل بقاع الارض، وأغنية “ تعال ياابن الحلال “ التي جاوزت الـ 300 مليون مشاهدة، وأغنية “ اطك روحي بحديدة للمغني نور الزين وغيرها.. لاتمثل الهوية الحقيقية للغناء
العراقي.
وعلى الشباب العراقي العامل في مجال انتاج الاغنية أن ينتبهوا ان عليهم مسؤولية أخلاقية ووطنية وفنية، بأن ما يقدموه هو مسموع ومتداول، قبل ان يفكروا بالانتشار السريع وحصد أكبر عدد من المشاهدات، بانهم اليوم يعكسوا وجه العراق 
الفني.
وان يقدموا إنتاجا غنائيا فيه عمق وجمال فني يعكس بشكل مشرق تاريخ العراق وارثه الغنائي الذي يزخر به من الشمال الى الجنوب، بما يتوافر فيه من اطوار ومقامات وايقاعات والوان غنائية لم يصل بعد الى اذن المستمع العربي. وعندما يكون نتاجنا الغنائي ذات مواصفات جمالية وابداعية، من الممكن ان نتسيد ساحة الطرب بتمكن وابداع قادر على المكوث والبقاء، كي لا نصبح موضة أو موسما يمر مرور الكرام.