بغداد: عواطف مدلول
تصوير: خضير العتابي
في إطار الاحتفال بيوم السياحة العربي الذي يوافق يوم غد 25 من شباط، يتزامن مع ذكرى مولد الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، تشارك الدار العراقية للأزياء في الفعالية الكبرى، التي ستنظمها وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالتعاون مع الدوائر الأخرى التابعة للوزارة.
وستتضمن الفعالية العديد من الأنشطة والفقرات الثقافية، التي تعكس التراث السياحي العراقي، حيث ستعرض الدار العراقية للأزياء تشكيلة من الملابس التقليدية والحديثة، التي تعبر عن التاريخ الثقافي والفني للعراق. هذه الفعالية ستكون فرصة للاحتفاء بتاريخ العراق العريق وتعزيز مكانته على الساحة السياحية العربية والدولية.
واكد الدكتور فاضل البدراني وكيل وزارة الثقافة ومدير عام الدار في تصريح خاص لـ"الصباح" بأنه تم التنسيق مع رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد ال فهيد على أن تنطلق الفعاليات من بغداد، اذ ستتبنى موضوع السياحة العربية باحتفالية تختلف عن غيرها من العواصم والمدن العربية، باعتبارها عاصمة العراق أولا ومن ثم عاصمة السياحة لهذا العام، لذا تقع عليها مسؤوليتين وبناءً على هذا، تم التحضير لنشاطات واسعة تعكس جدارة بغداد بتحملها ذلك اللقب.
وعن الدور المهم الذي تؤديه الدار العراقية للأزياء في مشروع بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025 أوضح البدراني قائلا: الدار من الدوائر المعنية بالجمال والفن، وبالتالي فهي الجهة المسؤولة عن الذوق العام بالبلد، وبالتأكيد يدخل ضمن الذوق العام الجانب السياحي، لذا فقد شاركت بفعاليات عديدة بما فيها يوم تسليم مفتاح بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025، وكان لها حضور بارز بتلك الاحتفالية، ايضا نظمنا احتفاليتين داخل الدار وبأماكن أخرى في العاصمة بغداد بهذه المناسبة، فقد قدمت عروضا عكست الحضارات العراقية القديمة، حضارة بلاد وادي الرافدين، ابتداءً من السومرية حتى الحضر، سعيا لدعم تراث البلد والتعريف به بأعمال فولكلورية، حيث إن الدار دائما تستحضر الحضارات من خلال الأزياء.
مضيفا: كوكا شانيل مصممة الأزياء العالمية الفرنسية تقول الأزياء هي المعنية عن الموضة، ولكن الموضة لا تعني فقط الازياء والفساتين، بل طريقة الحياة التي نعيش بها، فلذلك الأزياء العراقية دائما ما تعكس طريقة ونمط الحياة العراقية الحالية، وتستذكر الماضي فتكون بمثابة جسر ثقافي ما بين الماضي والحاضر.
ومن ضمن المشاركات، التي كانت داعمة لبغداد عاصمة السياحة العربي كذلك التواجد في معرض بغداد الدولي، الذي افتتح قبل ثلاثة اسابيع وكانت للأزياء العراقية مشاركة مهمة في برنامجه وفقراته، حيث قدمت خلاله عروضا تراثية وتاريخية.
كما أننا نحمل شعار كل دوائر وزارة الثقافة ليس الازياء فقط، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأزياء، عدنا من مشاركة في دولة قطر بمهرجان الاسبوع الثقافي العراقي حيث نقلنا ثقافة البلد وثراء وجمال ارثه الحضاري، تحت شعار بغداد عاصمة السياحة العربية فكانت فعاليات مبهرة ليست فقط ناجحة.
أما بخصوص دعم المصمم العراقي أشار البدراني إلى أن الدار العراقية للأزياء بدا عملها منذ عام 1969 باول مشاركة للأزياء العراقية في الكويت، وعلى اثرها عام 1970 أصبحت مديرية من مديريات وزارة الثقافة، وهي تعتمد بالدرجة الأساس على التصميم والمصممين وأفكارهم، وبمرور السنوات وأن غادر المصممون الحياة والتصاميم استهلكت بالفساتين، لكن ما كسبناه أن الأفكار باقية، حيث تتوارث من جيل إلى جيل، ونحن على مدى خمسين عاما وأكثر أنتجنا مصممين وإنجازات من التصاميم العالمية، وتعتبر الازياء العراقية من حيث التصميم وجودة التنفيذ واحدة من أهم التجارب العالمية، حتى انها تنافس باريس، بل السفارتين الفرنسية والايطالية وأنا مسؤول بدقة عن هذه المعلومة، عندما زاروا الأزياء العراقية، وقدمت لهم عروضا مختصرة، وتجولوا بالمتحف وقسم الانتاج والعروض، قالوا إن الأزياء العراقية تسبق الأزياء الفرنسية بزمن طويل، لذا فإننا نمتلك مدرسة للتصميم تضم مصممات ومصممين عالميين، منذ سنوات طويلة وأجيال تتناقل ذلك الإبداع والتميز، واذكر بعض الأسماء الحالية منهم شروق الخزاعي مصممة رائعة بالإضافة إلى الفنان المبدع سيف العبيدي وعقيل واية ونور والقائمة تطول.
وحول الدورات التي تنظم من قبل الدار وتستقطب بها الطاقات والمواهب الجديدة، بين البدراني إن شهادة الازياء العراقية شهادة محترمة بالأوساط المهنية والثقافية، وكل سنة تقريبا نقدم من خمس إلى ست دورات وتستمر الدورة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وتخرج بنتائج جيدة حيث يأتي المتقدم لا يمتلك مؤهلات لهذا العمل، ويصبح من خلالها فنان مصمم لأنه لديه رغبة واستعداد للتعلم، لذا نجد أن بغداد امتلأت بدور الأزياء، وكل ما موجود ومنتشر حاليا هو من نتاج دورات دار الأزياء.
واختتم البدراني حديثه بالإشارة إلى بعض المشاركات خلال الاشهر الاخيرة وكذلك المستقبلية قائلا: بعد كبوة خمس سنوات، دار الازياء حرمت خلالها من المشاركة بالمحافل الدولية، في 2024 حققت حضورا وتواصلا لست مرات، وفي واحدة من المشاركات بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس، حيث يعرف جمهور تونس بانه ذواق ونخبوي، فقد ضجت قاعة العرض بأصحاب الشأن الثقافي، وعندما قدمت العروض العراقية التي استغرقت تقريبا 45 دقيقة، لاحظت الكثير من الحضور ذرف الدموع أمام هيبة هذا التاريخ العظيم والحضارات العريقة، التي تجسدت بأزياء وفساتين الملوك والملكات والقصص والحكايات التي تدور حولها، لذا فإن الإقبال على عروضنا كبير، فهي تلاقي دوما إعجابا واضحا وصدى جماهيري واسع يدفعنا لأن تكون مشاركاتنا مستمرة، حيث ستكون هناك مشاركة في لندن قريبا ومدريد كذلك، وعروض أخرى في قطر بناءً على طلب منهم، وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية التي قدمنا فيها عروضا سابقة وطلبت تكرارها عندهم ايضا.