بلجيكا : أمير العقابي
بالتزامن مع قرب حلول الشهر الفضيل، نظمت الجالية العربية في بلجيكا مهرجانا ثقافيا مميزا تحت شعار «رمضان عبر الثقافة والفنون»، الذي استضافته مدينة مونس، المعروفة بكونها أحد أبرز المراكز الثقافية والفنية في جنوب البلاد. جاء هذا الحدث بمبادرة من منظمة «متحدون نحو المستقبل»، التي هدفت من خلاله إلى إبراز غنى التراث العربي وتعزيز الحوار الثقافي بين مختلف مكونات المجتمع البلجيكي.
وشهد المهرجان حضورًا دبلوماسيًا بارزًا، حيث شارك القنصل العام للمملكة المغربية لدى بلجيكا في فعالياته، مشيدًا بأهمية مثل هذه المبادرات في توطيد العلاقات بين الجاليات العربية والمجتمع المحلي. وأكد القنصل أن الثقافة والفنون تشكل جسرًا فعالًا لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.
تضمن برنامج المهرجان سلسلة من الأنشطة المتنوعة التي أضفت على الأجواء طابعًا احتفاليًا، حيث استمتع الزوار بعروض موسيقية مستوحاة من الموروث العربي الأصيل، قدمتها فرق فنية من مختلف الدول العربية، ما أتاح للحضور فرصة التعرف على تنوع الألحان والإيقاعات العربية. كما ضمت الفعاليات ورش عمل للحرف اليدوية التقليدية، مكنت المشاركين من استكشاف مهارات الصناعات التراثية العربية كفنون النقش وصناعة الفخار والنسيج. وكان للمرأة والشباب دور فاعل في هذا الحدث الثقافي، حيث خُصصت لهم مساحات لعرض إسهاماتهم في صون الهوية الثقافية وتعزيزها في المجتمع البلجيكي. تضمنت هذه المشاركات معارض فنية وأدبية جسدت ارتباطهم بجذورهم العربية رغم بعدهم عن أوطانهم. من جهتهم، أوضح منظمو المهرجان أن الهدف من تنظيم هذا الحدث الثقافي لا يقتصر على التحضير لاستقبال رمضان فحسب، بل يسعى المهرجان أيضًا إلى تشجيع التبادل الثقافي وتعزيز قيم التعايش السلمي بين مختلف الجاليات المقيمة في بلجيكا. وأشاروا إلى أن اختيار مدينة مونس لاستضافة المهرجان يعود إلى ما تتمتع به من حراك ثقافي نابض وتاريخ حافل في احتضان الأنشطة المتنوعة التي تعكس ثراء التنوع الأوروبي.
وفي ختام المهرجان، أعرب الحضور عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية التي شكلت منصة لتبادل القيم الإنسانية والتعرف على التقاليد العربية في أجواء يسودها الود والاحترام المتبادل. وأكد المشاركون أهمية استمرار مثل هذه المبادرات التي تفتح المجال للحوار وتكسر الحواجز بين الثقافات المختلفة.