بغداد: رشا عباس
في مشهد يعكس تحولًا كبيرًا في الذوق العام، اختار خريجو الجامعات والمعاهد العراقية التقاط صور تخرجهم أمام أبرز المعالم التاريخية والفنية في البلاد، كتعبير عن هويتهم واعتزازهم بتراثهم العريق. هذه الخطوة لم تكن مجرد تغيير في الخلفية، بل رسالة قوية من جيل واعٍ يسعى نحو الحضارة والمدنية، بعيدًا عن الصور النمطية التي كانت تسيء أحيانًا للذوق العام.
المؤسسات التعليمية سارعت لدعم هذه المبادرة، خاصة في ظل فعاليات اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية، حيث أصبحت صور التخرج وسيلة لإبراز الجمال الحضاري للعراق.
الدكتورة مروج مظهر، الأكاديمية في كلية التربية للبنات، علقت على هذه الظاهرة قائلة: "صور التخرج أمام المواقع الأثرية تعكس شخصية الطالب واعتزازه بتراث بلده. هذه الخطوة أيضًا تمثل خروجًا من الروتين التقليدي للصور داخل الحرم الجامعي، خاصة مع عدم قدرة المدرجات على استيعاب الأعداد الكبيرة من الخريجين."
حيدر الطائي، خريج معهد الطب، أكد أن صور التخرج في الماضي كانت أحيانًا تخدش الذوق العام، لكن اليوم اختلف الواقع. وقال: "أصبح الخريجون أكثر وعيًا، وباتوا يقدمون نموذجًا لائقًا يعكس مسؤوليتهم تجاه بلدهم. تم منع الحفلات التنكرية والأزياء العشوائية، وتم التركيز على الصور الرسمية التي تظهر الخريج كشخصية تحمل قيمًا عليا."
ولم يخفِ ولي أمر الطالبة دنيا لفتة، التي تخرجت من الهندسة التقنية، إعجابه بالأسلوب الجديد، قائلًا: "هذا التغيير يعكس ذوقًا رفيعًا ويتناسب مع أهمية المناسبة. أتمنى أن تستمر هذه الجهود لتعزيز هذا التوجه المدني، بعيدًا عن المشاهد المسيئة التي كنا نشاهدها سابقًا."