بغداد: غيداء البياتي
في الوقت الذي تزدحم فيه المتاجر بالفوانيس والزينة استعداداً لشهر رمضان المبارك، يختلف المواطنون في طرق استقبالهم هذا الشهر الكريم بين من يُفضِّل روح العطاء والعمل الخيريَّ، ومن يتمسَّك بجذور التقاليد والعادات المتوارثة.
اختارتْ باهرة المعموري الابتعاد عن صخب الزينة والأضواء، موجِّهةً جهودها نحو دعم الأسر المحتاجة. تقول المعموري: "الزينة لا تُطعم جائعاً"، مشيرةً إلى أنها ستُكرِّس أيام رمضان للعبادة ومدِّ يد العون للفقراء.
على الجانب الآخر، ترى نادية السامرائي (59 عاماً) أنَّ لطقوس رمضان طعماً خاصّاً لا تكتمل فرحته من دون الزينة التقليديَّة. تبدأ السامرائي استعداداتها قبل أسبوعٍ من الشهر، بتنظيف المنزل وتزيينه بالنشرات الضوئيَّة والمجسَّمات التراثيَّة، مشيرةً إلى أنَّ هذه الطقوس تجمع أفراد الأسرة في أجواءٍ مفعمةٍ بالفرح، وتساعد الأطفال على الارتباط بتراثهم وقيم دينهم.
الدكتور عبد الكريم ناصر، عضو المجمع الفقهيِّ العراقيِّ، يعدّ الركن الرمضانيَّ جزءاً من مظاهر الاحتفال المستحبّة التي تُسهم في إحياء شعائر الله. يقول ناصر: إنَّ "الركن الرمضانيَّ لا يمنح فقط أجواءً روحانيَّةً داخل المنزل، بل هو تعبيرٌ عن فرحة الأسرة بقدوم الشهر الفضيل واستعدادها للعبادة الجماعيَّة كختم القرآن وصلاة التراويح".
ورغم أهميَّة الاستعدادات، تُحذر الأكاديميَّة، د. ناز بدر خان السندي، من المبالغة في شراء الزينة والمفارش باهظة الثمن، مشدِّدةً على أنَّ روح رمضان الحقيقيَّة تكمن في العبادة وأعمال الخير. وتضيف أنَّ "الزينة البسيطة مع نظافة المكان والاهتمام بجماله تكفي لإضفاء الأجواء الرمضانيَّة دون الوقوع في الإسراف".