بيروت: جبار عودة الخطاط
ما زال الطيران الصهيوني بشقيه الحربي والمسيّر يعتدي ويعربد في سماء لبنان؛ ملحقًا بغاراته الخسائر بالأرواح والممتلكات، في انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار، في وقت تنتظر فيه حكومة نواف سلام بعد منحها الثقة بأغلبية 95 صوتاً أمس الأربعاء، مهمة معقدة للتعامل مع هذا العدوان المستمر، بينما طالب حزب الله الحكومة بالتحرك الفوري، وبكافة الوسائل المتاحة لوضع حد سريع لانفلات الإجرام الصهيوني، ووقف الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين.
ولاحظ مراقبون أن حزب الله قد تعاطى بروح إيجابية مع مسألة منح الثقة لحكومة نواف سلام؛ برغم تحفظه على بعض المواقف مثل قرار منع الطيران الإيراني في مطار رفيق الحريري، في حين يؤكد الحزب أنه يترك حاليًا مسألة التعامل مع الاعتداءات الصهيونية على لبنان للحكومة، مطالبًا الدولة ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش بالتحرك الفوري لوضع حد سريع للاعتداءات الصهيونية المستمرة على لبنان، وخرقها الواضح لما اتفق عليه من وقف إطلاق النار.
بدوره، شدد رئيس الحكومة نواف سلام لدى تلاوته البيان الوزاري في مجلس النواب، "على حق لبنان في الدفاع عن النفس ضد أي اعتداء على وفق ميثاق الأمم المتحدة"، لافتا إلى "أن الدفاع عن البلاد يتطلب إقرار ستراتيجية وطنية وتمكين القوات المسلحة الشرعية".
في وقت يقيم فيه حزب الله مراسم تقبل التعازي لليوم الثاني على التوالي في ساحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، على روحي الأمينَين العامَين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، هذا وقد أدت واجب العزاء في هذه المناسبة شخصيات سياسية بارزة.
عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي، وفي بيان تعليقًا على الاعتداء الذي نفذه العدو الصهيوني في منطقة البقاع الشرقي، وتحديدًا في بلدة جنتا - الشعرا، أشار إلى أنه " مرة جديدة في أقل من شهر، تقوم قوات العدو الصهيوني بعدوان إجرامي في عمق الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى ارتقاء شهيدين وسقوط جريحين، ويشكّل هذا انتهاكاً خطيراً، وعدواناً فاضحاً وصريحاً يخرق الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، وهو ما يضع الجهات المسؤولة المعنية والضامنة لتنفيذ الاتفاق أمام مسؤولياتها في التصدي الحازم لانتهاكات العدو على السيادة اللبنانية".
وشدد الموسوي على أن "الدولة اللبنانية ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة والجيش مطالبة بالتحرك الفوري وبكافة الوسائل المتاحة لوضع حد سريع لانفلات الإجرام الصهيوني، ووقف هذه الاستباحة المستمرة لدماء اللبنانيين ولسيادة الدولة على أراضيها".
وكانت سيدة جريحة من بلدة عربصاليم الجنوبية استشهدت أمس الأربعاء بعد إصابتها بجراح بليغة إثر الغارة الصهيونية التي استهدفت بلدتهم قبل أيام، بينما زعم الجيش الصهيوني أن "قواته هاجمت في وقت سابق عناصر من حزب الله تم رصدهم داخل موقع لإنتاج وتخزين وسائل قتالية ستراتيجية لحزب الله في منطقة البقاع"، على حد زعمه.
إلى ذلك، أشار سفير لبنان السابق في الفاتيكان الدكتور فريد الخازن، إلى "انعكاس التحولات الإقليمية والدولية على لبنان، ولابد من إجراء حسابات ومقاربات دقيقة في ظل هذه الأوضاع، فمرحلة الماضي لم تعد قائمة بعد التعديلات التي وُضِعت لتطبيق القرار 1701، ولبنان بحاجة ملحة إلى إعادة الإعمار التي تكلف مليارات الدولارات، واللبنانيون يواجهون خيارات صعبة بين السيئ والأسوأ، وثمة مرحلة انتقالية تفرض نفسها على لبنان، ولا بديل عن الدولة للخروج من هذا الوضع، وإلاّ فالخسارة قد تكون شاملة"، وأضاف، "الدولة هي الجامع بين اللبنانيين. ويجب عليهم الاتفاق على المفاهيم في ما بينهم، مثل السيادة والمواطنة وغيرها، ولا بد من المواكبة بحكمة ودراية لتأمين مصالح الناس، كما عليهم القيام بواجباتهم بالإصلاح أكثر من أي يوم
مضى".