كتب رئيس التحرير:
مؤتمر أربيل الثالث الذي عُقد أمس بمشاركة رؤساء الرئاسات الثلاث إضافةً إلى رئيس إقليم كردستان، حمل عنواناً يتناسب والمرحلة الحرجة التي تشهدها المنطقة. العنوان هو "القلق المتراكم حول مستقبل الشرق الأوسط".
وإذا كان هناك إجماعٌ على خطورة الأزمة الحاضرة وما يمكن أنْ يترتّب عليها من اهتمامٍ عراقيٍّ تفرضه حقائق الجغرافيا والتاريخ وتقاطع المصائر السياسيَّة، فإنَّ هناك إجماعاً آخر عبَّر عنه الرؤساء الثلاثة يتعلّق بموقف العراق الواضح والقاضي بتغليب المصلحة العراقيَّة أولاً وإعلائها فوق كلِّ اعتبارٍ آخر وتجنيب العراق الدخول في تقلّباتٍ أمنيَّةٍ وسياسيَّةٍ غير محسوبة النتائج، مع التأكيد على تأدية الواجب الذي تُحتّمه الأواصر الدينيَّة والقوميَّة والإنسانيَّة تجاه شعبين شقيقين وقع عليهما ظلمٌ لا مثيل له هما الشعبان الفلسطينيّ واللبنانيّ.
هذه الحقائق أشار إليها رئيس الوزراء محمّد شياع السودانيّ أمس بشكلٍ واضحٍ بقوله: "إنَّ الحكومة اعتمدتْ في عملها على شعار العراق أوّلاً"، غير أنَّ هذا الشعار لا يعني الانكفاء على الذات أو انتهاج سياسة العزلة عن العالم والمحيط الأقرب، فقد قال السودانيّ في موضعٍ آخر من كلمته: "إنَّ التفاعل الإيجابيَّ مع محيطنا الإقليميِّ والمجتمع الدوليِّ، من شأنه جعل العراق جزءاً من الحوار والتعاون لاستعادة دوره الرياديِّ في المنطقة".
أعطى رئيس الوزراء هذا الحراك اسم "الدبلوماسيَّة المنتجة". وسنراه توصيفاً دقيقاً إذا ما استحضرنا النتائج التي أتى بها هذا الحراك، والتي يقف في مقدِّمتها ترتيب العلاقة مع التحالف الدوليِّ، وتعزيز الروابط مع دول الإقليم وآخرها وأهمّها تجنيب العراق الدخول في العواصف الهابّة على المنطقة.