المركز الثقافي البغدادي.. خزائن لحفظ ذاكرة التَّراث العربيّ

استراحة 2025/03/03
...

 بغداد: سرور العلي 

 تصوير: أحمد جبارة

يُعد المركز الثقافي البغدادي أكبر مركز ثقافي في العراق، ومنهاجه الأسبوعي الوحيد في العالم لتنوعه وشموله، وهو فضاء مفتوح ومساحة واسعة للمثقف العراقي، وكذلك للمشهد الثقافي العربي والعالمي، وقبلة للوفود العربية والعالمية، التي تبهر بتجربته الفريدة والنادرة، كما أنه يمثل وجهًا من أوجه المستقبل العراقي، ومشروعًا للتعريف ببغداد القديمة.

مدير المركز، طالب عيسى، قال في تصريح لـ"الصباح": "كانت تقوم في نهاية الحقبة العباسية مدارس عدة وأبنية ثقافية، ومنها على ضفاف الجهة اليسرى من نهر دجلة، وهي مدرسة الأمير سعادة خادم الخليفة المستظهر بالله العباسي، والذي يُعرف الآن بالمركز الثقافي البغدادي. وفي العهد العثماني الأخير، قام الوالي مدحت باشا سنة 1870م بتحويلها إلى المدرسة الرشدية العسكرية بعد أن أعاد بناؤها بشكلها الحالي".

مؤكدًا: "بعد تأسيس المملكة العراقية سنة 1921، اتخذت أيضًا مقرًا للمحاكم المدنية والجزائية، واستمر الحال كذلك حتى سنة 1978، وإن أول ترميم لهذه البناية كان سنة 1992م من قبل دائرة الآثار، واستغرق العمل ثلاث سنوات حتى سنة 1995م، إذ حافظت الدائرة على الهيئة التاريخية للبناية وأزالت الأبنية المستحدثة، وبعد ذلك بقيت مهملة إلى أن قامت محافظة بغداد عام 2011 بإعادة تأهيلها وتحويلها إلى مركز ثقافي مهم".

ولفت عيسى إلى أنه تم افتتاح المركز في شباط عام 2011، إذ قامت محافظة بغداد بتحويله إلى مركز ثقافي بالقرب من شارع المتنبي، أهم شارع للأدب والثقافة في بغداد، وأبوابه مفتوحة مجانًا لكل الاتحادات والمنظمات والجمعيات والروابط الأدبية، لإقامة الفعاليات الفنية والثقافية.

يتكون المركز من عدة قاعات، ومنها: قاعة علي الوردي، قاعة مصطفى جواد، قاعة نازك الملائكة، قاعة جواد سليم، وقاعة حسين علي محفوظ، وقاعة محمد غني حكمت للفنون التشكيلية، وقاعة ألف ليلة وليلة للسينما، ومسرح الشناشيل للمقام العراقي، ومسرح سامي عبد الحميد للمهرجانات الكبيرة، كما تم اقتناء أهم مكتبات في بغداد لشخصيات علمية ضمن مشروع "ناقلو التراث"، ومنها مكتبة ومتحف العلامة الدكتور أحمد سوسة، والعلامة ميخائيل عواد، والعلامة عبد الحميد الرشودي، والدكتور عماد عبد السلام، ومكتبة المفكر والشهيد عزيز السيد جاسم، والمرحوم العلامة عبد الرزاق الهلالي، ومكتبة المؤرخ والوزير العراقي في الخمسينيات الدكتور فيصل السامر، والمؤرخ المعاصر شامل عبد القادر، والباحث التراثي رفعت الصفار، ومكتبة الطبيب والفنان التشكيلي علاء بشير، إذ تحتوي هذه المكتبات على مخطوطات ونوادر ووثائق مهمة، وكذلك مقتنيات شخصية أخرى.

وأوضح عيسى: "كما يحتوي المركز الثقافي البغدادي على متاحف شخصية، ومنها: متحف أرض الرافدين للمؤرشف صباح السعدي، ومتحف دار السلام للمؤرشف محمد سيد علوان، وكذلك متحف دليل الجمهورية العراقية للمؤرخ هادي الطائي. ويحتوي الطابق الأرضي على مركز المتنبي الصغير الخاص بفعاليات الأطفال، وتستضيف الباحة العديد من معارض الكتب والبزارات، والصناعات التراثية واليدوية".

لافتًا إلى أن المركز الثقافي البغدادي يمارس نشاطه صباح كل يوم جمعة، إذ تعقد فيه ندوات ولقاءات أدبية وعلمية وفنية في الاختصاصات المتنوعة، وبحسب الإحصاءات التي نقدمها بشكل سنوي، تقام أكثر من 1000 فعالية سنوية، ويبلغ متوسط عدد زواره الأسبوعي 3000 زائر، وتلك الأعداد في تزايد، لاسيما بعد اختيار بغداد عاصمة السياحة العربية لهذا العام.