رمضان بعيداً عن الوطن.. المغتربون يحيون ذكريات الطقوس

منصة 2025/03/04
...

 أمستردام : آمنة عبد النبي


طقوسٌ رمضانيةٌ بمرارةِ البعد يستقبلها قلب المغترب بشغفٍ هائل ليصنع منها بديلاً عن لمة الأهل حول سفرة الفطور البغدادي، وجماليّة المحيبس ودبكات المربع، وطبلة المسحرچي وفوانيس القريقعان، تقابلها العديد من وجبات الإفطار الجماعية يتم تنظيمها داخل المساجد والكنائس والمراكز الثقافية.

في لفتة اجتماعية مهمة للتلاحم والمحبة بين الأديان المختلفة، اضافة الى الالتصاق بالمظاهر العبادية التي تنقلها صفحات السوشيل ميديا مثل أصوات المآذن ومدفع رمضان واجتماع الأهل والأقارب والمحبين في محاولة لمحاكاة أجواء رمضانية حالت دونها حقائب السفر والمسافات.

تقول الحاجة ام عمر، إن زوجات أبنائها، يحضرن في رمضان باول ايامه وبوقت مبكر من أجل المساعدة في الطبخ والتحضير للسفرة بالرغم من المسافة البعيدة ما بين بلديهما، معتبرة ان اشد الناس ايلاماً وتأثراً بغياب التفاصيل الرمضانية المحببّة هم المغتربون قسراً، لذلك نحاول خلق أجوائه، طبعاً رمضان في هولندا عند الكثيرين صامتاً وباهتاً فليس هنالك اجمل من منظر المسحرچي وطبلته، والمحيبس والقريقعان، حتى وصفات الاكل وكيفية تحضيرها كل شيء غائب هنا.

بينما تعد المترجمة بشرى الطائي بأن تنويعات السفرة وعجقة ما قبل الأذان ومنظر أفراد العائلة مجتمعون على مائدة كبيرة كبارا وصغارا، هو أجمل ما يميز رمضان وما نفتقده هنا ونحاول تعويضه هنا بافكار جميلة مثل التفنن في طرق تعريف الأطفال بمعنى الصيام وتوجيه الأطفال داخل المساجد إلى طرق الإجابة عن الأسئلة التي تطرح عليهم في المدارس الهولندية، وكذلك يتم فيها الاحتفال بصيام الأطفال لعدد قليل من الساعات في خطوة تشجيعية على الصيام وتوزع بينهم الهدايا ، لان جمود الطقوس مشكلة يعاني الكثير منها لكن قد يعوض بعض الشيء هو التزاور البسيط بين العائلات المغتربة.

اما الاعلامي راجي الزهيري الذي يعيش في هولندا مذ ثلاثين عاماً، فيعتقد بأن الحياة في بلاد المهجر تفتقد لجمالية الشكل الثقافي الخاص بطقوسنا التي تركناها هناك، الفوانيس المعلقة، صوت المدفع، خصوصية الكثير من العبادات، لكن هذا الفقد القسري لم يفقد المغترب استشعاره بقيمته الروحية التي كانت حاضرة بكل قوة.

اما الشيف رائد الحمداني، الذي يصر على قضاء رمضان بين اهله وفي بلده الام، فيقول: إن رمضان جزء من ذاكرتنا البعيد، وبرأيي لا طعم لرمضان في المنفى ولا رائحة ولا يمتلك جمال الطقوس ولا حميمية العائلة وجمع الأصدقاء، وبالرغم من أنني كنت سابقاً 

أصومه هنا وحيداً وذكرياته تقيدني بالحنين الى الماضي ولا افرح بقدومه في الغربة لانه يزيد ثقل الالم ووطأته على الروح، لذلك صرت أهرب فيه لبلادنا واقضيه هناك.