{باكو} تؤخر الاستعدادات لاستقبال رمضان

منصة 2025/03/04
...

 باكو: يارا محمود


في رمضان المبارك، تتجهز المدن الإسلامية بروحانيته وبهجته الخاصة، حيث تكتسي الشوارع بالزينة وتتلألأ الأضواء التي تعكس فرحة الناس بقدوم الشهر الفضيل. لكن في باكو، عاصمة أذربيجان، فرضت الثلوج الكثيفة هذا العام إيقاعًا مختلفًا على التحضيرات، مما أبطأ حركة الأسواق وقلل من وتيرة التجهيزات المعتادة، في مشهد نادر يتداخل فيه بياض الشتاء مع دفء الإيمان

لم يكن سكان باكو يتوقعون أن يحمل اواخر شهر شباط وبدايات آذار هذا الكم الكبير من الثلوج، حيث غطت العواصف الثلجية الشوارع والأسواق، مما صعب على الناس الخروج لشراء مستلزمات رمضان. فالمحال التجارية شهدت انخفاضا في أعداد الزوار، وتأخرت عمليات تزيين الشوارع التي عادة ما تبدأ قبل أسابيع من الشهر الفضيل. ولم تشهد الأسواق هذا العام نفس التحضيرات التي كانت تميز رمضان في باكو، حيث فضل العديد من الباعة عدم الاستثمار في زينة الشهر الكريم نظرا لضعف الإقبال 

ويؤكد صامن غايبوف أحد منظمي الفعاليات الرمضانية أن «هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، فلم تكن هناك تحضيرات كبيرة أو مظاهر احتفالية في الأسواق بسبب الطقس القاسي والانخفاض الملحوظ في عدد الزوار، كما شهدت المتاجر الإلكترونية إقبالًا ملحوظًا، حيث فضل البعض شراء مستلزماتهم عبر الإنترنت تفاديًا للبرد القارس».

ويقول صادق عليميرزا أحد التجار المحليين :»نحن ننتظر رمضان كل عام بشوق، لكن هذا العام كان الطقس قاسيًا، مما أدى إلى تأخير وصول البضائع وصعوبة التسوق على الناس». وأضاف أن التجار يبذلون قصارى جهدهم لتعويض الوقت الضائع وضمان استعداد الأسواق لاستقبال الزبائن بمجرد أن تخف حدة الثلوج».

من المشاهد اللافتة هذا العام، انتشار الهدوء في الشوارع مقارنة بالأعوام السابقة، فقد غابت المظاهر التقليدية للاحتفال برمضان في الأماكن العامة. ولم يقم الأطفال بصنع مجسمات أو فوانيس كما كان متوقعًا، بل فضلوا البقاء في منازلهم تجنبًا للبرد، كما استغل بعض المصورين الهواة الفرصة لالتقاط صور ساحرة للشوارع المغطاة بالثلوج والمآذن التي تضيء أنوارها فوق بساط أبيض ناصع، في مشهد يجمع بين سكون الشتاء ودفء الإيمان.