مواجهة فلسطين في عمّان تحد جديد لأسودنا

الرياضة 2025/03/04
...

  بغداد: الصباح الرياضي


حسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مكان إقامة مواجهة منتخب فلسطين أمام منتخبنا الوطني، ليكون الأردن أرضاً بديلة ومحايدة، وذلك يوم (25) من الشهر الحالي ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم (2026).


التاريخ يعيد نفسه

قرار المنظومة الدولية جاء ليكشف عن إخفاق جديد لاتحاد اللعبة في إدارة هذا الملف الحاسم، إذ لم يستغل الفرصة منذ البداية لرفض خيار اللعب في الأردن، مستنداً إلى مبدأ تكافؤ الفرص، بل هذه ليست المرة الأولى التي يجد فيها اتحادنا نفسه في هذا المأزق. المشهد يُعيد إلى الأذهان ما حدث في العام (2017) عندما نقضت محكمة التحكيم الرياضي (CAS) قرار (فيفا)، ومنحت الاتحاد السعودي أحقية استضافة مباراة الإياب أمام العراق ضمن تصفيات مونديال روسيا في جدة، ووقتها كان لسان اتحاد مسعود السابق يؤكد أنَّ فرصة منافسه السعودي في كسب القضية معدومة، لكنَّ النتيجة جاءت بخسارتنا ملعبنا البديل (طهران)، وخضنا لقاء العودة في السعودية، علماً أنَّ المباراة الأولى أقيمت في ماليزيا!.


إدارة تفاوضية محنكة

اليوم، رمى الاتحاد الفلسطيني أوراقه بذكاء، إذ قدّم ملاعب عمّان على أنها أرض محايدة، مستنداً إلى سابقة استضافة مباراته ضد كوريا الجنوبية هناك، في حين توقع اتحادنا إمكانية اللعب في الدوحة أو كوالالمبور، دون أن يُدير الملف بطريقة تحفظ حقوقه بشكل صارم، الموقف نفسه ينطبق على الإمارات، التي تحولت إلى أرض محايدة لكل من إيران وقطر، رغم أنَّ المنتخبات الثلاثة تتنافس ضمن المجموعة نفسها، بل أنَّ هذه السوابق تثبت أنَّ المسألة ليست مجرد قرارات إدارية، بل تتطلب إدارة تفاوضية محنكة تحفظ مصالح المنتخبات الوطنية.


 الرجوب ومصلحة بلاده 

مرة أخرى، يبرز اسم اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في هذه القضية وهو المعروف بقدرته على فصل الرياضة عن السياسة عندما يتعلق الأمر بمصلحة منتخب بلاده، وبفضل نفوذه القوي داخل منظومة (فيفا)، استطاع أن يفرض ما يخدم فريقه وبلاده، متجاهلاً أي اعتبارات أخرى، في حين بقي الجانب العراقي يراهن على العلاقات الأخوية ووعود الأشقاء التي تبخرت بسرعة.


طريقنا إلى المونديال

في النهاية، تبقى العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني أقوى من أي جدل رياضي، ولن يكون الدعم الجماهيري للفدائي في عمّان مفاجئاً أو مستغرباً، لكن بعيداً عن التهويل، فإنَّ المنتخب الذي يطمح لبلوغ المونديال عليه أن يكون متأهباً للعب في أي مكان، وأن يركز على حسم مواجهتي الكويت وفلسطين بدلاً من إرهاق اللاعبين بقضية الملعب البديل.

ختاماً نقول: “ثقتنا بأسود الرافدين كبيرة، ونؤمن بقدرتهم على تحقيق الحلم المونديالي مهما كانت الصعوبات والتحديات!».