محمد طاهر.. العراقي الذي زرع الأمل في غزّة

الأولى 2025/03/04
...

 الموصل : شروق ماهر


في خضمِّ الدمار الذي يلفّ غزّة المحاصرة، حيث تتعالى صرخات الألم تحت وطأة الحروب، يبرز الطبيب العراقيُّ محمّد طاهر أبو رغيف رمزاً للإنسانيَّة السامقة. على الرغم من التحدّيات الصعبة والمخاطر الجسيمة التي كانتْ تُحيط به، لم يتردَّدْ لحظةً في التضحية بحياته، متوجِّهاً إلى غزّة ليُقدِّم عوناً طبياً لمن هم في أمسِّ الحاجة إليه.

خلال أشهرٍ من العمل في ظروفٍ استثنائيَّة، أجرى الدكتور طاهر أكثر من (300) عمليَّةٍ جراحيَّة، وأسهم في إنقاذ أرواح أكثر من (1200) مصاب. من أبرز إنجازاته إعادة زرع ذراع لطفلةٍ فلسطينيَّةٍ فقدتْها جرَّاء القصف، وهو ما أعاد إليها الأمل في الحياة.

هذه التجربة الإنسانيَّة لم تقتصرْ على العطاء الطبيِّ فقط، بل تلاها تلاحمٌ معنويٌّ عميقٌ بين الشعبين الفلسطينيِّ والعراقيِّ، بما يعكس تضامناً إنسانياً يتجاوز الحدود.

في حديثه لـ"الصباح" يقول الطبيب أبو رغيف: "غزّة والعراق كانا وما زالا يتشاركان الألم والمعاناة، لكنّهما أيضاً يتشاركان القوة والإرادة".

وأكّد أنَّ "العمل الإنسانيَّ لا يعرف حدوداً أو مسافاتٍ، وأنَّ التضامن بين الشعوب يجب أنْ يكون بلا قيود".

في تعقيبٍ له على قصَّة الطبيب أبو رغيف، أكّد رئيس المركز الاستراتيجيِّ لحقوق الإنسان الدكتور فاضل الغراوي أنَّ الدور الإنسانيَّ الكبير الذي قدَّمه الجراح العراقيُّ يستدعي ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام لعام (2025)، وذلك تكريماً لجهوده الاستثنائيَّة في تقديم الرعاية الطبيَّة للضحايا المدنيين في قطاع غزّة.